فقال : هي كبيرة شبه الاسكندرية على جانب البحر ، مسيرتها من بكرة إلى الظهر ، وفيها مكان قدر ثلث دمشق عليه سور ، وعليه باب يغلق ويفتح مختص بسكنى المسلمين ، وكذلك مكان آخر لسكنى اليهود ، وكل ليلة يغلق البابين مع أبواب البلد ، وفيها مائة ألف كنيسة إلا كنيسة ، والكنيسة العظمى تكملة مائة ألف ملك ، إلا ملك ، فكان لكل ملك كنيسة وبنى كنيسة سماها العظمى ، قال : وهي من أعظم البنيان ، والذي يقفون عليه عند صلواتهم جميعهم شبابيك مخرمة ، وتنزل الشمامسة من أسفل بالمباخر فيبخرون فيصعدون البخور إلى أعبابهم ، وفي حيطانها مصور فيها كل مدينة في الدنيا ، وكذلك جميع الصنائع ، فإذا أراد أحدهم تعليم ولده صنعة يأخذه ثلاثة أيام ويروح به إلى الكنيسة ويوريه جميع الصنائع ، فكل صنعة أعجبت الصبي تركه فيها ، قال وقد وضعوا جميع الصنائع ، وجعلوا مادة كل صنعة من أين هي ، قد جعلوا فوق الجميع صنعة الحداد ، وقد أخذ الحداد ذكره بيده وهو يبول على جميع الصنائع ، قال : فسألتهم عن ذلك فقالوا : مادية جميع الصنائع من الحداد ، قال : ورأيت على باب الكنيسة صورة منارتين عليات تقارب بنيانهم منارة الاسكندرية ، وعلى رأس الواحدة فرس نحاس أكبر ما يكون مخوف ، وعليها صفة راكب شخص من نحاس على صورة بني آدم مجوف ، وفي يده كرة من نحاس مجوف قائم على ركبتيه وبيده كرة وعلى رأسه صينية فيها خريزات وحصا وغيره ، قال : فسألت القسيس الكبير عن المنارتين ، فقال : أما الراكب فكان قد ملك الدنيا جميعها وهي صفة كرة ، وقد أشار أنه لما جاءه الموت ، طلب من رب السماء أن يفديه بجميع ما يقبل منه ، فهو يقول : من صار إليه ملكي فليعتبر ، وقد أشار الملك الذي جاء بعده أنه ملك جميع ما ملكه الملك الراكب الفرس ، وأنه استخرج جميع ما في الكنوز ، وجميع جواهر البحار وغرائبها أضعافا مضاعفة ، فلما جاءه الموت طلب أن يفدي نفسه بملكه ، فلم يقبل ، فزادهم جميع ما خزائنه من الأموال ، واللؤلؤ ، والجواهر ، وغيره ، فلم يقبل منه ذلك ، فهو يقول