وفي لية الأربعاء العشرين مطرت السماء من نصف الليل ، وتوالى المطر الشديد مع الرعد القاصف ، والبرق الخاطف ، إلى أول النهار ، وجاءت الزيادة ، وارتفع الماء على الأرض قامة ، وفي بعض الأماكن أكثر ، وكانت طائفة من العساكر المصرية نازلين ظاهر دمشق ، فعمهم ذلك ، وغرق خلق من الناس ، وأما الجمال ، والدواب ، والغنم فما لا يحصى ، ووقعت عدة بيوت على من فيها ، وكانت آية عظيمة ، وأصبحت يوم الأربعاء الشمس طالعة ، وجفت المياه.
وفي شعبان أقبل الأمير علم الدين الدويداري ـ رحمهالله ـ من مباشرة المشد ، وكان كثير القلق ، وطلب الانفصال منه ، والسعي في ذلك باطنا ، فأجيب ، وباشر الأمير شمس الدين سنقر الأعسر.
وفي يوم الاثنين منتصف شوال توجه ركب الشام إلى الحجاز ، وكان ركبا كبيرا ، وأميرهم عز الدين القيمري.
وفي العشرين من جمادى الأولى وفى النيل ووردت البشرى بذلك إلى دمشق.
وفي ليلة السبت ثلث الليل الآخر ثالث وعشرين شعبان سافر من دمشق الملك المنصور سيف الدين قلاوون إلى الديار المصرية من جهة ولد المنصور صاحب حماة ، وتوجه الأمير علم الدين الدواداري إلى القاهرة يوم السبت حادي عشر ذي القعدة بطلب سلطاني.
وفي ثامن جمادى الأولى من سنة ثلاث وثمانين وست مائة ركب السلطان الملك المنصور من قلعة الجبل متوجها إلى الشام بسبب ما ورد عليه من جهة مصالحة الملك أحمد بن هولاكو ، فلما وصل غزة وردت الأخبار عليه بأن الملك أحمد قد مات ، وقيل أسر ثم أعدم ، وأن أرغون اتفق مع جماعة من المغل على إمساكه ، وخلعه من الملك ، وأن فرقة منهم تقدير أربعة آلاف فارس حضرت مقفزة طالبين الشام ، فجد الملك