وفي سحر يوم الأربعاء عاشره وقع بدمشق ثلج كثير بهواء عاصف ، وبقي إلى ضحى يوم الخميس مستمرا بحيث بقي على الأرض منه في بعض الأماكن قريب نصف ذراع ، وكان قارنه برد مفرط يابس ، وجليد ، وطالت مدة بقائه على الأرض وضعفت الخضراوات ، وفسدت الفواكه من الجليد في المخازن ، وأما بعلبك فجمد فيها كيزان الفقاع ، وذلك غير منكر بها ، وأما دمشق فقل أن يقع بها الثلج على هذه الصورة.
وفي شوال وصل إلى دمشق صاحب سنجار مقفزا من جهة التتر في طاعة الملك المنصور سيف الدين قلاوون ، وكان وصوله بأهله وحريمه وأمواله ، فخرج نائب السلطنة لتلقيه ، واحترمه ، ثم جهزه إلى الديار المصرية.
وفي شوال أيضا استفتى أهل الكتاب الذين أسلموا على ما تقدم شرحه بأنهم أسلموا مكرهين ، وعقد لهم مجلس ، ورسم القاضي جمال الدين المالكي أن يسمع كلامهم ، ويحكم فيهم بما يوافق مذهبه ، فكتب لهم محضر ، وشهد فيه جماعة من المسلمين بأنهم كانوا مكرهين ، وأثبت المحضر ، وعاد أكثرهم إلى دينه ، وضربت على من عاد الجزية ، وقيل إنهم غرموا جملة كثيرة حتى تم مقصودهم من ذلك.
وفي يوم الاثنين خامس ذي القعدة قبض السلطان الملك المنصور على سيف الدين أيتمش السعدي بقلعة الجبل وحبسه.
وفي يوم السبت عاشره قبض نائب السلطنة بدمشق على سيف الدين بلبان الهاروني بمرسوم ورد عليه بذلك ، وكان في الصيد مع نائب السلطنة بمرج دمشق فقيده ، وحمله إلى قلعة دمشق.
وفي بكرة يوم الخميس ثامن وعشرين منه خرج أهل دمشق إلى المصلى ، ونائب السلطنة ، والأمراء والجند ، رجالة جميعهم ، وصلوا صلاة الاستسقاء وحضروا الخطبة ، وابتهلوا إلى الله تعالى بالدعاء ، وطلب