مائة ، استنقذ أكثر من حصل بالمرقب من أسرى المسلمين في هذه الوقعة ، وأخفوا من أمكنهم إخفاءه ، وسفروهم إلى الجزائر.
وفي يوم الأحد مستهل ذي الحجة خرج الملك المنصور من الديار المصرية بالعساكر كلها قاصد الشام ، وترك ولده الملك الصالح يباشر الأمور عنه بالديار المصرية.
وفي يوم الأحد ثامنه أضيف إلى قاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان ـ رحمهالله ـ الحكم بمدينة حلب وأعمالها معها كلها ، وأذن له أن يستنيب عنه في ذلك.
وفي يوم عرفة منه وقع بالديار المصرية برد من كبار الحجم فأهلك من الغلال والزراعات ما لا يحصى ، وكان معظم ذلك بالوجه البحري ، ووقع بظاهر القاهرة تحت الجبل الأحمر صاعقة على حجر فأحرقته ، فأخذ من ذلك الحجر قطعة وسبكت فاستخرج منها قطعة حديد بلغت زنتها أربع أواقي من المصري ، ووقع في ذلك اليوم بعينه صاعقة بثغر الاسكندرية ، وفي يوم الثلاثاء سابع عشرة نزل الملك المنصور بجميع عساكره على منزلة الروحاء من عمل الساحل ، قبالة عكا في معنى تجديد الهدنة ، فراسله الفرنج من عكا في معنى تجديد الهدنة ، فإنها كانت قد انقضت مدتها ، وأقام بهذه المنزلة حتى استهلت سنة ثمانين وست مائة.
وفي هذا الشهر قدم من جهة العراق الأمير شرف الدين عيسى بن مهنا ملك العرب بالبلاد الشمالية وبرية العراق ، داخلا في الطاعة ووصل إلى خدمة الملك بمنزلة الروحاء ، فركب السلطان في موكبه وتلقاه على بعد ، وبالغ في إكرامه واحترامه ، وعامله بالصفح والإحسان.
وفيها توفي :
أحمد بن عبد الواحد بن السابق أبو العباس محيي الدين الحلبي العدل. من أكابر بيوت حلب ، كان رجلا كثير التحري في شهاداته ،