مكنه الله بأبيه ، ومن يتشرف إيوان عظمه أن غاب والده في مصلحة الإسلام فهو صدره ، وإن حضر فهو ثانيه ، ومن يتحمل غاب الإيالة منه بخير شبل كفل ليثا ، ويتكمل غوث الأمة بخير وابل خلف غيثا ، ومن ألهم الأخلاق الملوكية وأوتي حكمها صبيا ، ومن خصصته أدعية الأبوة الشريفة بصالحها ، ولم يكن بدعائها شقيا ، ومن رفعت به هضبة الملك حتى أمسى مكانها عليا ، ومن هو أحق بأن ينجب الأمل فيه وينجح ، وأولى بأن يتلى له (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ) ومن هو بكل خير ملي ، ومن هذا إذا فوضت أمور المسلمين كان أشرف من لأمورهم يلي ، ومن يتحقق من والده الماضي الغرار ، ومن اسمه عالي المنار ، أن :
لا سيف إلا ذو الفقار |
|
ولا فتى إلا علي |
ولما كان المقام العالي ، الولدي ، السلطاني ، الملكي ، الصالحي ، العلائي عضد الله به الدين ، وجمع إذعان كل مؤمن على إيجاب طاعته لمباشرة أمور المسلمين حتى يصبح وهو صالح المؤمنين ، هو المرجو لتدبير الأمور ، والمأمول لمصالح البلاد والثغور ، والمدخر من النصر لشفاء ما في الصدور ، والذي تشهد الفراسة لأبيه ، وله بالتحكم أليس الحاكم أبو علي هو المنصور ، فلذلك أفيضت الرحمة والشفقة على الأمة أن ينصب لهم ولي عهد يتمسكون من الفضل بعروة كرمه ، ويسعون بعد الطواف بكعبة أبيه لحرمه ، ويقطفون أزهار العدل وثمار الجود من علمه وقلمه ، وتستسعد الأمة منه بالملك الصالح الذي يقسم الأنوار بجبينه ، وتقسم المبار بكراماته وكرمه.
فذلك خرج الأمر العالي المولوي السلطاني الملكي المنصوري السيفي ، أخدمه الله القدر ، ولا زالت الممالك تتباهى منه ، ومن ولي عهده بالشمس والقمر ، أن يفوض إليه ولاية العهد ، وكفالة السلطنة الشريفة ولاية تامة عامة شاملة ، كافلة ، جامعة ، وازعة ، قاطعة ، ساطعة ، شريفة منيفة ، عطوفة رؤوفة ، لطيفة ، عفيفة ، في سائر أقاليم الممالك الشريفة ،