بها ليلة الأحد سادس جمادى الآخرة ، ودفن من الغد ، وعمره مقدار خمسين سنة ـ رحمهالله ـ ويقال إنه من أولاد صول التركي ملك جرجان ، الذي أسلم على يد يزيد من المهلب بن أبي صفرة لما حاصره بها ، وأخذها منه ، والله أعلم ...
علي بن عمر بن محمد أبو محمد بن مجلي أبو الحسن الأمير نور الدين الهكاري ، ولي نيابة السلطنة بحلب ، وأعمالها في سنة تسع وخمسين وستة مائة إلى سنة ثمان وسبعين وست مائة ، وكان حسن السيرة ، عالي الهمة ، لين الكلمة ، كريم الأخلاق ، كثير التواضع للعلماء والفقراء ، والأصحاب محسنا إليهم ، وعزل عنها قبل موته بالأمير علاء الدين أيدغدي الكبكي ، وكانت وفاته بحلب بعد عزله بقليل يوم الأربعاء السابع والعشرين من ربيع الآخر ، ودفن بها ، وقد نيف على سبعين سنة من العمر ، وكان والده الأمير عز الدين من أكابر الأمراء بحلب وأعيانهم ، وشهرته تغني عن الإطناب في وصفه ، رحمهالله تعالى.
قالاجا بن عبد الله الركني الأمير سيف الدين أحد أمراء دمشق ، كان توجه صحبة العساكر إلى سيس ، وتوفي بحلب عند عود العساكر في الرابع والعشرين من ربيع الأول ، ودفن بالأنصاري ، وقد نيف على أربعين سنة من العمر ـ رحمهالله تعالى ـ والركني نسبة إلى الأمير ركن الدين بيبرس العلائي ، وقد تقدم البينة عليه.
لؤلؤ بن عبد الله حسام الدين ، أحد كتاب الجيوش بالشام ، وهو عتيق بدر الدين جعفر بن محمد الآمدي ، أو عتيق أخيه موفق الدين علي ابن محمد ، وهو ممن استفاد صناعة الكتابة والتصرف وبرع في ذلك ، وخدم الملك الأشرف مظفر الدين موسى بن الملك المنصور إبراهيم صاحب حمص ، وترقى عنده حتى كانت مداراة أموره عليه ، وهو في رتبة وزير صغير ، فلما توفي الملك الأشرف انتقل من حمص إلى دمشق ، واستوطنها ، واستخدم في مشارفة ديوان الجيش بها ، وكان الديوان بأسره