درهم نقرة وأن يغير معالمها ، وتبنى مدرسة للشافعية والحنفية ويبنى بها قبة شاهقة يكون بها الضريح ، ويعمل دار الحديث أيضا ، فلما تم بناء القبة ومعظم المدرسة ودار الحديث ، جهز الملك السعيد الأمير علم الدين سنجر الحموي المعروف بأبي خرص ، والطواشي صفي الدين جوهر الهندي إلى دمشق لدفن والده ، فلما وصلاها اجتمعا مع الأمير عز الدين أيدمر نائب السلطنة بدمشق ، وعرفاه المرسوم فبادر إليه وحمل الملك الظاهر ـ رحمهالله تعالى ـ من القلعة إلى التربة ليلا على أعناق الرجال ، ودفن بها ليلة الجمعة خامس شهر رجب الفرد من هذه السنة.
وفي سادس عشر ذي القعدة وقف الملك السعيد هو وعز الدين محمد ابن شداد بإذنه وتوكيله وحضوره المدرسة المذكورة والقبة مدفنا وباقيها مسجدا لله تعالى برسم الصلوات ، وقراءة القرآن العزيز ، والاعتكاف ، وباقي الدار مدرستين إحداهما شرقي الدار هي للشافعية ، والأخرى قبلي الدار إلى جانب القبة وهي للحنفية ، ودار حديث قبلي الإيوان المختص بالشافعية ووقف على ذلك جميع قرية الضرمان من شعراء بانياس ، وجميع قرية أم نزع من الجيدور ، وبهمين من بيت رامة من الغور ، ومزرعيتها الذراعة وشويهة ، وتسعة عشر قيراطا ونصف قيراط من قرية الأشرفية من الغوطة ، وبساتين ابن سلام الثلاثة وبستان الستسة وطاحونة والحمام على الشرف الأعلى الشمالي ، وكرم طاعة من بلد بانياس ، وخان بنت جز ، وخان بحكر الفهادين ، ورتب في التربة إماما شافعيا ، وجعل له في كل شهر ستين درهما وزمامين من عتقاء الملك الظاهر ناظرين في مصالح التربة ، وحفظ ما بها من الآلات لكل واحد منهما في الشهر ستين درهما ، ومؤذنا له في الشهر عشرون درهما وستة عشر مقرئا لكل واحد منهم خمسة وعشرون درهما ، منهم نفسان يزاد كل واحد منهما عشرة دراهم ، ويشتري في كل شهر شمع وزيت ، وما تحتاج إليه التربة من الفرش والقناديل وآلات الوقيد بمبلغ ثمانين