السنة الخامسة والسبعون وست مائة
دخلت هذه السنة والخليفة والملوك على القاعدة في السنة الخالية والملك الظاهر بالشام عائدا من الكرك.
متجددات الأحوال
في ثالث المحرم دخل الملك الظاهر دمشق ، وافق يوم دخوله إليها وفد عليه من أعيان المغل : سكتاي ، وأخوه جاروجي ، وأخبراه أن الأمير حسام الدين بيجار التاتيري قد قطع خرت برت ، وولده بهادر عازمان على الحضور ، وكان سبب وصول سكتاي وأخيه أن بهادر كان متزوجا بأختهما ، وكان لهما أخ كافر ، فوصل إليهما ومعه جماعة من أقاربهم ، وطلبوا منهما مالا وقالوا لهما : أنتما في راحة بسكنى المدن ، ونحن في التعب بملازمة البيكار (١) فأعطونا شيئا نستعين به ، وإلا إحضروا معنا إلى أبغا ليفصل بيننا ، فشاروا البرواناة فأشار أن يدفعا لهم ما التمسوه ، فأخذوه وتوجهوا فقال البرواناة لبهادر : ما أنا ممن يدعو علينا عند أبغا أننا باغية فنتضرر ، فلحقهم بهادر وصهراه فقتلوهم وأخذوا ما معهم.
وكانت رسل أبغا ترد على البرواناة تحثه على المصير إليه ، وهو يسوفهم منتظرا لعسكر الملك الظاهر ، فلما يئس منه توجه إلى أبغا في حادي عشر ذي الحجة من السنة الخالية ، وصحبته أخت السلطان غياث الدين ليدخل بها إلى أبغا ، ومعه من الأموال والتحف ما لا يوصف كثرة ، وتوجه خواجا علي الوزير ، ولما عزم على التوجه حض بهادر على التوجه إلى الملك الظاهر مع أبيه لأن أبغا ينقم عليه قتل من قتله من التتر ، فتقدم بهادر إلى سكتاي ، وأخيه بالمسير إلى بين يديه إلى الملك الظاهر ليعرفاه بعزمه ، وعزم أبيه على الوصول ويذكراه بما تقدم
__________________
(١) أي الحرب.