نحمده على أن أحسن عند الأولياء بالنعمة الاستيداع ، وأجمل لتأملهم الاستطاع ، وكمل لاختيارهم الأجناس من العز والانقطاع وآتى آمالهم ما لم يكن في حساب من الابتداء بالتحويل والابتداع ، ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة حسنة الأوضاع ، ملية بتشريف الألسنة وتشنيف الأسماع ، ونصلي على سيدنا محمد الذي أعلى الله به الأقدار ، وشرف به الموالي والأصهار ، وجعل كرمه دارا لهم في كل دار ، وفخره على من استطلعه من المهاجرين والأنصار مشرف الأنوار ، صلى الله عليهم صلاة زاهية الأزهار يانعة الثمار.
وبعد فلو كان اتصال كل شيء بحسب المتصل به في تفضيله لما استصلح البدر شيئا من المنازل لنزوله ، ولا الغيث شيئا من الرياض لهطوله ، ولا الذكر الحكيم لسانا لترتيله ، ولا الجوهر الثمين شيئا من التيجان لحلوله ، لكن ليشرف بيت يحل به القمر ، ونبت يزوره المطر ، ولسان يتعوذ بالآيات والسور ، ونضار يتجمل باللآلي والدرر ، وكذلك تجملت برسول الله صلىاللهعليهوسلم أصهاره من أصحابه ، وتشرفت أنسابهم بأنسابه ، وتزوج صلىاللهعليهوسلم وتمت لهم قربة الفخار ، حتى رضوا عن الله ورضي عنهم.
والمترتب على هذه القاعدة إفاضة نور يستمده الوجود ، وتقرير أمر يقارن الأخبية منه سعد السعود ، وإظهار خطبة تقول الثريا لإنتظام عقودها ، كيف وإبرام وصله يتجمل بترصيع جوهرها متن السيف ، الذي يغبطه في إيداع هذه الجوهرة كل سيف ، ونسيج صهارة يتم بها إن شاء الله كل أمر شديد ، ويتفق بها كل توفيق تخلق الأيام وهو جديد ، ويختار لها أبرك طالع ، وكيف لا تكون البركة في ذلك الطالع وهو سعيد ، وذاك بأن المراسيم الشريفة السلطانية أرادت أن تخص المجلس السامي الأميري الكبير السيفي بالاحسان المبتكر ، وتفرده بالموهبة التي يرهف بها منه الحد المنتضى ويعظم الجد المنتظر ، وأن يرفع من قدره