سيف الدين قطز ـ رحمهالله ـ الشام ، فلم يحصل في أيامه على طائل ، وكذلك في الأيام الظاهرية إلى حين وفاته ، وكان توجه إلى الديار المصرية فأدركته منيته هناك في سابع ذي القعدة ، وقد نيف على الخمسين سنة من العمر ـ رحمهالله تعالى ...
عيسى بن موفق بن المزهر مبارك سيف الدين التنوخي ، كان من أعيان الأمراء الجبليين ، ووالده الأمير ناصر الدين كان خصيصا بالملك الصالح عماد الدين ـ رحمهالله تعالى ـ وكان هذا سيف الدين كثير الخير والمروءة ، صادق اللهجة لا يذكر أحدا بسوء ، كثير البر بمعارفه وأصحابه والمكارمة لهم ، توفي ببعلبك ليلة الأحد خامس صفر ، وحمل إلى قرية بحوشية من قرى البقاع البعلبكية ، وهي شمالي كرك نوح عليهالسلام ، فدفن بها عند أهله ، وقد نيف على الستين سنة من العمر ـ رحمهالله تعالى ...
كيكاوس بن كيخسرو بن كيقباذ بن كيخسرو بن قليج أرسلان بن مسعود بن قليج أرسلان بن قتلمش بن أتسز بن إسرائيل بن سلجوق ابن دقاق السلطان عز الدين بن السلطان غياث الدين بن السلطان علاء الدين السلجوقي قد ذكرنا أن والده لما مات اقتسم هذا عز الدين ، وأخوه ركن الدين بلاد الروم بينهما مناصفة ، وأن أخاه ركن الدين تغلب على مملكة الروم ، فلما تغلب هرب عز الدين بجماعة من خواصه وأهله ، واستصحب معه مالا وذخائر ، وقصد القسطنطينية ، فلما حل بها خافه ملكها فقبض عليه وحبسه في بعض قلاعه ، فلم يزل محبوسا بها إلى أن بعث بركة ملك التتر عشرين ألف فارس إلى بلاد صاحب القسطنطينية ، فأغاروا عليها من سائر نواحيها ، فراسلهم في طلب الهدنة ، فأجابوه على أن يسلم لهم السلطان عز الدين وما أخذ معه ، فسلمه إليهم وما كان معه ، وذلك في سنة ستين وست مائة ، وساروا به إلى بركة ، فأكرمه وقدمه على عسكره ، وأمره بقصد صاحب قسطنطينية ،