الاكراد ، وباعاه بأربعين دينارا صورية ، واتفق توجه بعض تجار دمشق إلى حصن الأكراد لمشترى اسراء ، فاشتراه في الجملة واتفق انه خدم بعض الأجناد ، وخرج صحبته ، فلما حل ركاب الملك الظاهر بقارا حضر الركابي مجلس الأتابك ، وأنهى إليه صورة حاله فسير معه جاندارية ، فطوق عليهما فصادف أحدهما بباب الخان فحمل إلى الأتابك فدخل الاتابك على الملك الظاهر ، وقص عليه القصة ، فأمر بإحضارهما فحضرا ، وتقابلا فأنكر القاري ، فقال الركابي أعرف داره وما فيها ، فلما سمع اعترف وقال : ما أنا وحدي أفعل هذا ، بل جميع من بقارا يفعله ، واتفق حضور رهبان من أهل قارا إلى باب الدهليز بضيافة فقبض الملك الظاهر عليهم ، وركب بنفسه وقصد الديار التي خارج قارا فقتل من بها ، ثم أمر العسكر بالركوب ، وقصد التل الذي ظاهر قارا من الشمال ، واستدعى أبا العز رئيسها ، وقال نحن قاصدون الصيد فمر أهل قارا بالخروج بأجمعهم ، فخرج منهم جماعة إلى ظاهر القرية فلما بعدوا أمر العسكر فضرب رقابهم ، ولم يسلم إلا من هرب واختفى بالمغائر ، وعصى بالأبرجة جماعة ، فآمنوا ، وأخذوا أسرى ، وكانوا ألفا وسبعين نفرا ما بين رجل وامرأة وصبي ، وانتمى جماعة إلى أبي العز رئيسها فأطلقوا له لأنه كان خدم السلطان ، وضيفه في الأيام المظفرية عند عوده من خلف منهزمي التتر ، فرعى ذلك له ، ثم أمر بالرهبان الذين كانوا قبضوا فوسطوا عن آخرهم ، وتقدم إلى العسكر بنهب قارا فنهبت وجعلت كنيستها جامعا ، ورتب بها خطيبا ، وقاضيا ، ونقل إليها الرعية من التركمان قناة الأغنام وغيرهم ، ثم رحل للقاء العسكر الراجع من سيس ، فالتقى بهم على أفامية وعاد معهم فدخل دمشق والغنائم والاسرى بين يديه يوم الاثنين خامس عشري ذي الحجة ، وخرج منها طالبا للكرك مستهل المحرم سنة خمس وستين.
وفي ذي الحجة دخل رجل إلى دار العدل بالقاهرة ، وبيده قصة وسأل إيصالها إلى الأمير عز الدين الحلي ، فأذن له ، فلما دخل جرد سكينا ووثب