متجددات الأحوال
خرج الملك الظاهر من القلعة إلى الصيد في رابع ربيع الأول وعاد في رابع عشر ربيع الآخر ، فأقام بالقلعة يومين ، ثم توجه إلى تروجه فأقام بها إلى تاسع عشري جمادى الأولى ، وفي رابع عشر جمادى الآخرة توجه لحفر خليج الاسكندرية في شهر رجب.
وفي العشرين من جمادى الآخرة سمر على الجبال أحد وعشرين نفرا من مقدمي العربان بالشرقية ، وحملوا عليها إلى بلادهم فماتوا في الطريق.
وفي هذه السنة ظهر كتاب وقف المدرسة النورية رحم الله واقفها ببعلبك ، وفيه اشتراك بين الشافعية وغيرهم من المشتغلين بالعلم من أهل السنة وكان بني عصرون الذين يدعون النظر على الأوقاف النورية يخفون لذلك فلما ظهر أمره جدد إثباته وأخذ به نسخة ، وتنجز عليها فتاوى العلماء ومراسيم نواب السلطنة ، ونزل بالمدرسة المذكورة من أراد الاشتغال من الحنابلة وغيرهم ، واستمر الحال على ذلك بعد فصول يطول شرحها.
وفي يوم السبت مستهل شعبان برز الملك الظاهر إلى بركة الجب قاصدا صفد ، وترك نائبا عنه بالديار المصرية الملك السعيد والحلي في خدمته ، والوزير بهاء الدين ، وسار حتى نزل عين جالوت ، وبعث عسكرا مقدمه الأمير جمال الدين ايدغدي العزيزي ، وعسكرا آخر مقدمه سيف الدين قلاوون الألفي للغارة على بلاد الساحل ، فأغاروا على عكا ، وصور وعرقة ، وطرابلس وحلبا ، وحصن الأكراد في يوم واحد ، وهو سلخ شعبان على مواعدة كانت بينهم ، فغنموا وسبوا ما لا يحصر ، ثم نزل الملك الظاهر على صفد في ثامن شهر رمضان ونصب عليها المجانيق ، ودام الاهتمام بعمل الآلات الحربية إلى مستهل شوال ، في الزحف والحصار والقتال ، وأخذت النقوب على الباشورة من جميع الجهات إلى أن ملكت