ثعلب ، وسبب ذلك أن الشريف السرسنائي أحد عدول الثغر ، كان يتردد إلى ابن ثعلب لتأنيسه ، وقضاء حوائجه ، فذكر عنه أنه أعمل الحيلة في هروبه ، وسفر له عنه من يعينه ويساعده ، وكان السرسنائي بمصر في بعض حوائجه ، فأخذ من جامعها ، وأحضر إلى القلعة وسئل عما ذكر عنه فأنكر ، فأري الخطوط الواردة من الاسكندرية بالشهادة عليه ، فأمر بشنقه تحت القلعة ، وبشنق ابن ثعلب في الاسكندرية فشنقا.
ذكر قبض الملك الظاهر على سنقر الاقرع
وسبب ذلك أن رسولا ورد من بركة على الملك الظاهر في ذي القعدة ، ومعه رجل ادعى أنه الملك الأشرف بن الملك المظفر شهاب الدين غازي ، فشهد له سنقر الاقرع ، وغيره فاستكشف الملك الظاهر عن أمره فظهر له أن سنقر الاقرع بعث إليه ، واستدعاه لغرض له ، فأمر الملك الظاهر بالقبض عليه ، وحبسه وحبس من شهد له في خزانة البنود في ذي الحجة ...
وفي ذي الحجة كتب توقيع ، وخلد في بيت المال بالديار المصرية يتضمن اسقاط بواقي تعذر استخراجها ، والمسامحة بها.
وفي رابع وعشرين منه قبض الملك الظاهر على الأمير شمس الدين سنقر الرومي ، وسببه أنه غضب على مملوكين له ، فشفع الملك الظاهر فيهما عنده فأجاب ، فلما كان تلك الليلة قتل أحدهما فهرب الآخر ، وأعلم الملك الظاهر ، فأمر بالقبض على سنقر الرومي ، ولم يتعرض إلى ماله وأجري على أولاده وحريمه وأتباعه رواتب.
وفيها ولي من كل مذهب قاضي قضاة مستقل بالديار المصرية ، وسبب ذلك كثرة توقف قاضي القضاة تاج الدين في تنفيذ الأحكام ، وكثرة الشكاوى منه في يوم الاثنين ثاني عشري ذي الحجة ، والأمير جمال الدين أيدغدي العزيزي في المجلس وكان يكره القاضي تاج الدين ، فقال الأمير جمال الدين : نترك مذهب الشافعي لك ، ونولي معك من كل