دنانير وسدس مصري ، ومن أعجب ما يحكى أن السعر انحط في يوم واحد من الثمن المذكور إلى أربعين درهما ورقا.
وفيها نقل الصاحب عز الدين ابن شداد ومحيي الدين بن عبد الظاهر كلاهما في سيرتهما أنه أحضر إلى بين يدي السلطان الملك الظاهر طفل صغير ميت ، وله رأسان وأربع أعين ، وأربع أيدي ، وأربع أرجل ذكر أنه وجد في ساحل المقس ، بديار مصر فأمر بدفنه.
وفيها مات :
سليمان بن المؤيد بن عامر زين الدين العقرباني المعروف بالحافظي ، قد ذكرنا فيما تقدم طرفا يسيرا من خبره ، وتوجهه إلى التتر وإقامته عندهم ، فلما كان في أواخر هذه السنة أحضره هولاكو إلى بين يديه وقال له ما معناه : أنت قد ثبت عندي خيانتك وتلاعبك بالدول ، فإنك خدمت صاحب بعلبك طبيبا فخنته ، واتفقت مع غلمانه على قتله حتى قتل ، ثم انتقلت إلى خدمة الملك الحافظ الذي عرفت به ، فلم تلبث أن خنته وباطنت عليه الملك الناصر حتى أخرجت قلعة جعبر من يده ، ثم انتقلت إلى خدمة الملك الناصر ، ففعل معك من الخير ما فعل فخنته معي حتى جرى عليه ما جرى ، ثم انتقلت إلي فأحسنت إليك إحسانا لم يخطر ببالك ، فأخذت تكافيني بالأفعال الردية ، وتعاملني بما كنت تعامل به الملك الناصر وشرعت في مكاتبة صاحب مصر فأنت معي في الظاهر خارجا عني في الباطن وعدد له ذنوبا كثيرة من خيانته في الأموال التي كان سيرها لاستجبائها من البلاد ثم أمر بقتله ، وقتل إخوته وأولاده وأقاربه ، ومن يلوذ به ، فكان جموعهم نحو الخمسين نفرا ضربت أعناقهم صبرا ، ولم ينج منهم إلا ولده مجير الدين محمد ، وولد لأخيه شهاب الدين اختفيا في السوق.
فمن الاسباب المؤكدة لقتله أن الملك الظاهر استدعى أخاه العماد