ورتب في تدريس الإيوان القبلي القاضي تقي الدين محمد بن الحسين بن رزين الشافعي ، وفي تدريس الإيوان الذي يواجهه القاضي مجد الدين عبد الرحمن بن العديم والشيخ شرف الدين الدمياطي لتدريس الحديث في الايوان الشرقي ، والمقرىء كمال الدين المحلي في الايوان الذي يقابله لاقراء القرآن بالروايات ، والطرق ورتب جماعة يقرؤون السبع بهذا الايوان أيضا بعد صلاة الصبح ، ووقف بها خزانة كتب ، وبنى إلى جانبها مكتبا لتعليم الأيتام ، وأجرى عليهم الخبز في كل يوم وكسوة الفصلين ، وسقاية تعين على الطهارة وجلس للتدريس بهذه المدرسة يوم الأحد سادس عشر صفر ، وحضر الصاحب بهاء الدين ابن حنا ، والأمير جمال الدين بن يغمور ، والأمير جمال الدين أيدغدي العزيزي ، وغيرهم.
وفي صفر لما توفي الملك الأشرف صاحب حمص تسلم الأمير بدر الدين بيليك العلائي حمص عشية الإثنين رابع عشره ، ثم وصل بعد يومين بدر الدين يونس بن دلدرم الياروقي متوليا لها ، ومعه كمال الدين إبراهيم بن شيث ، وللرحبة ، وكان بها علاء الدين علي الكرجاوي ، وتدمر سلمت بعد شهرين من وفاة الملك الأشرف.
وفي صفر فوض الملك الظاهر قضاء القضاة بحلب وأعمالها إلى القاضي كمال الدين ابن الاستاذ على ما كان عليه ، فتوجه من القاهرة يوم الجمعة السابع والعشرين منه ، ولم يطل مقامه بحلب ، وتوفي رحمهالله.
وفيها ظهرت قتلى في الخليج ، وفقد جماعة من الناس اتهم بهم معارفهم ، والتبس أمرهم ، ودام ذلك مدة أشهر حتى علم أن امرأة حسناء وضيئة تسمى غازية ، كانت تتبهرج في زينة فاخرة ، وتطمع من يراها من الأحداث المتجملين فيها ، ومعها امرأة عجوز ، فإذا رأت أحدا قد مال إليها بالنظر ، وتبعها تعرضت له ، وخاطبته في أمرها وقالت له إنه لا يمكنها أن تجتمع بأحد إلا في منزلها خوفا على نفسها ، فمنهم من يحمله الغرض على موافقتها ، فينطلق معها ، فإذا حصل عندها خرج إليه