وقال في مملوك له توفي :
لا رغبة في الحياة من بعدك لي |
|
يا من ببعاده تدانى أجلي |
إن مت ولم أمت أسى واخجلي |
|
من عتبك لي في يوم عرض العمل |
وكان قد قدم دمشق فنزل في دار سامة ، وكان يعاني الشراب ، فدخل عليه الشيخ عماد الدين ابن النحاس ، وكان يدل عليه ، وله عنده مكانة كبيرة ، وقال له : يا فخر الدين إلى كم يشير إلى تناول الشراب ، فقال له : يا عماد الدين والله لأسبقنك إلى الجنة إن شاء الله تعالى ، فكان ـ والله أعلم ـ كما قال ، استشهد فخر الدين في سنة سبع وأربعين ، وتوفي عماد الدين في سنة أربع وخمسين ، وقد ذكرناه هناك ، وكان للأمير فخر الدين يوم استشهد ست وستون سنة رحمهالله ، وكان قد رأى قبل مقتله بأيام والدته في المنام وهي تقول له : قد أوحشتني وحملته على كتفها ، فاستشعر من ذلك فقتل ، ثم حمل من المعركة بقميص واحد ، وجعل في حراقة إلى القاهرة وحمل من المقياس إلى الشافعي رضياللهعنه ، فدفن عند والدته ، وبكى عليه الناس ، وكان يوما مشهودا ، وعمل له العزاء العظيم في غالب الأوقات ، ومات وهو في عشر الستين رحمهالله تعالى ...
أبو الهيجاء بن عيسى بن خشترين الأمير مجير الدين الازكشي الكردي الأموي ، كان من أعيان الأمراء وأكابرهم وشجعانهم ، وكان له في مصاف التتار في عين جالوت اليد البيضاء ، والأثر العظيم ، ولما قدم الملك المظفر قطز رحمهالله دمشق بعد الوقعة رتب الأمير علم الدين سنجر الحلبي نائبا عنه ، وجعل الأمير مجير الدين المذكور مشاركا له في الرأي والتدبير ، ويجلس معه في دار العدل ، وأقطعه بالشام خبزا جليلا ، فبقي مقيما بالشام إلى أن درج إلى رحمة الله تعالى في تاسع عشري شعبان بدمشق ، ودفن بجبل قاسيون رحمهالله.
قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة رحمهالله : ووالده مات في حبس