الدين صاحب الجزيرة ، والملك المظفر علاء الدين صاحب سنجار ، والملك الكامل ناصر الدين محمد في العود إلى بلادهم ، فخرجوا من دمشق في الحادي والعشرين من ذي القعدة ، فلما وصلوا الرحبة وافوا عليها الأمير بريد ابن على بن حذيفة من آل فضل وأخاه الاخرس في أربعمائة فارس من العرب ، وفارق الخليفة أولاد صاحب الموصل من الرحبة ، وكان التمس منهم المسير معه فأبوا وقالوا ما معنا مرسوم بذلك ، فاستمال من مماليك والدهم نحو ستين نفرا فانضافوا إليه ، ولحقهم بالرحبة الأمير عز الدين بن كر من حماة ومعه ثلاثون فارسا ، ثم رحل الخليفة بمن معه عن الرحبة بعد مقام ثلاثة أيام ، فنزلوا مشهد علي رضياللهعنه ، ثم رحل إلى زاوية الشيخ بري ، ثم إلى قائم عنقه ثم إلى عانة فوافوا الإمام الحاكم بالله على عانة من ناحية الشرق ، ومعه نحو سبعمائة فارس من التركمان ، وكان البرلي قد جهزهم من حلب ، فبعث المستنصر بالله إليهم واستمالهم ، فلما جاوزوا الفرات ، فارقوا الحاكم ، فبعث المستنصر بالله يطلبه إليه ويؤمنه على نفسه ويرغب إليه في اجتماع الكلمة ، فأجاب ورحل إليه فوفى له وأنزله معه في الدهليز ، وكان الحاكم لما نزل على عانة امتنع أهلها منه ، وقالوا : قد بايع الملك الظاهر خليفة ، وهو واصل ، فما نسلمها إلا إليه ، فلما وصل المستنصر بالله نزل إليه واليها ، وكريم الدين ناظرها وسلماها إليه ، وحملا له إقامة ، فأقطعها للأمير ناصر الدين اغليش أخي الأمير علم الدين الحلبي ، ثم رحل الخليفة عنها إلى الحديثة ، ففتحها أهلها له فجعلها خاصا له ، ثم رحل عنها ، ونزل على شط قرية الناووسة ، ثم رحل عنها قاصدا هيت ، ولما اتصل ذلك بقرابغا مقدم عسكر المغل بالعراق ، وبهادر علي الخوارزمي شحنة بغداد ، خرج قرابغا بخمسة آلاف من المغل على الشط الفراتي وقصد الأنبار ، فدخلها إغارة ، وقتل جميع من فيها ، ثم ردفه بهادر بمن بقي ببغداد من العساكر ، وكان قد بعث ولده إلى هيت متشوفا لما يرد من أخبار المستنصر بالله ، وقرر معه أنه إذا اتصل به قربه ،