وفلان وفلان ، جماعة عينهم منهم الأمير بدر الدين محمد ، والد الأمير حسام الدين ، فاستدعاهم فحضروا ، فقال : تكتب إلى بقية العسكر أن يتوجهوا صحبتي ، فكتب إليهم فأخذهم ، وتوجه بهم وهو والملك الصالح عماد الدين إلى دمشق فهجموها على الصورة المشهورة ، فلما عاد صاحب حمص قال لعسكر الأمير سيف الدين : من أراد أن يخدمني استخدمته ، ومن أراد يروح فيروح حيث شاء ، فخدم عنده جماعة يسيرة وراح الباقون ، ونقل الأمير سيف الدين ومن معه إلى قلعة حمص ، وضيق عليهم ، ولم يزل الأمير سيف الدين في حبسه إلى أن مات فيه رحمهالله ، ومات الملك المجاهد وجميع أصحاب الأمير سيف الدين ، ومن كان في صحبته من الحمويين في الحبس ، ثم أفرج عن الأمير بدر الدين كما ذكرنا ، وأفرج عن من سلم منهم بعد طول مدة ، ومشقة عظيمة ومصادرة نالت من هو متهم بمال ، وكان هذا الفعل من سوء التدبير ، وضعف الرأي فإنهم لو توجهوا على البرية لوصلوا دمشق ، وحفظوها بمشيئة الله تعالى ، ولو لم يغرر الأمير سيف الدين بنفسه لما قدر صاحب حمص عليه فإنه كان معه عسكر يضاهي عسكر حمص ، ويزيد عليه ، لكن إذا أراد الله أمرا لا مرد عليه ، وكان الشيخ شرف الدين عبد العزيز وزير صاحب حماة إذا جرى عنده ذكر الأمير سيف الدين ، وما تم عليه يقول : دعونا من دم ضيعه أهله.
السنة التاسعة والخمسون وستمائة
أولها يوم الإثنين لأيام خلون من كانون الأول دخلت هذه السنة ، وليس للمسلمين خليفة ، وصاحب مكة حرسها الله تعالى نجم الدين أبو نمي بن أبي سعد بن علي بن قتادة الحسني ، وعمه إدريس بن علي ابن قتادة ، ومكة بينهما بالسوية ، وصاحب المدينة الشريفة صلوات الله وسلامه على ساكنها الأمير عز الدين جماز بن شيحة الحسيني ، وصاحب دمشق وبعلبك وبانياس والصبيبة الأمير علم الدين الحلبي ، الملقب