فصل
السنة الحادية والخمسون وستمائة
وفيها دخل نجم الدين الباذرائي بين العسكرين ، وتولى اصلاح الفريقين ، وكانت الحرب قد ضرست الجمعين ، وخصوصا عسكر الشام ، والله تعالى يؤيد الإسلام ، ويجري أموره على أحسن نظام ، وقدم الباذرائي والنظام ابن المولى القاهرة ، وحلفوا الملك والأمراء وخلصوا الأمراء : المعظم ، وأخاه النصرة ، وابن صاحب حمص وغيرهم وبنت الأشرف ، وأولاد الصالح إسماعيل .....
السنة الثانية والخمسون وستمائة
وفيها اقطع الملك ايدغدي العزيزي دمياط زيادة على خبزه ، ونفله ثلاثين ألف دينار.
وفيها وردت الأخبار من مكة بأن نارا ظهرت في الأرض بعدن ، وبعض جبالها بحيث يطير شرارها إلى البحر في الليل ، ويصعد مثل الدخان العظيم في النهار ، فما شكوا أنها التي ذكر النبي صلىاللهعليهوسلم أنها تظهر في آخر الزمان فتاب الناس واقلعوا عن المعاصي وعما كانوا عليه من المظالم والفساد ، وشرعوا في فعل الخير والصدقات ....
وفيها مات أقطاي بمصر قتلة شنيعة ، وكان قد طغى وبغى ، وتكبر وتجبر بحيث أنه كان إذا ركب من داره بالقاهرة إلى القلعة يقتل جماعة ، ولا يلتفت إلى الله ، وهو الذي قتل المعظم وباشره وأكب عليه ، وصاهر أصحاب حماة ، واحتفلوا في جهاز العروس ، وحملوها إلى دمشق في محمل عظيم ، وعجب الناس من بنت الكامل كيف سمحت لذلك العبد بالمصاهرة مع عدم الكفاية فإنها كريمة الطرفين من ناحية الأب والأم ، ولما لم يغر أحد لها غار الله ، فسلط على أقطاي من قتله أقبح قتلة ، ومثل به أعظم مثلة ، وكان قد طلب من الملك القلعة ليسكن العروس فيها