وفيها نقلوا تابوت الصالح إلى تربته بالقاهرة ، ولبس الأمراء ثياب العزاء ، وناحوا عليه بين القصرين ، وحزنوا وبكوا ، وتصدقت أم خليل بمال عظيم.
وفيها أخرب الترك دمياط ، وحملوا أبوابها إلى مصر ، وأخربوا الجزيرة ، وقيل أخلوها ، وعزلوا العماد بن القطب الحموي عن قضاء مصر وأضافوها إلى القاضي بدر الدين.
وفيها تزوج بدر الدين الصالحي بأم خليل ، وتسمى شجر الدر بحضور القاضي بدر الدين ، والعدول ......
السنة الخمسون وستمائة
وفيها وصل التتر إلى الجزيرة ، ونهبوا ديار بكر وميافارقين وجاؤوا إلى رأس عين ، وسروج ، وقتلوا زيادة على عشرين ألفا صادفوا قافلة خرجت من حران تقصد بغداد بين رأس عين والجداد ، فأخذوا منها أموالا عظيمة منها ستمائة ألف حمل سكر ، ومعمول مصر ، وستمائة ألف دينار ، وقتلوا الشيوخ والعجائز ، وساقوا من النساء والصبيان ما أرادوا ، ورجعوا إلى خلاط ، وقطع أهل الشرق الفرات ، وخاض الناس في القتلى من دنيسر إلى الفرات ، حكى لي شخص من التجار قال : عددت على جسر بين حران ورأس عين في مكان واحد ثلاثمائة وثمانين قتيلا.
وحج بالناس من بغداد بعد عشرين سنة بطل الحج فيها منذ مات المستنصر إلى هذه السنة.
فصل
وفيها توفي شمس الدين محمد بن سعد الكاتب المقدسي ، نشأ بقاسيون على الخير والصلاح ، وقرأ القرآن والنحو والعربية ، وسمع الحديث الكثير وبرع في علم الأدب وحسن الخط ، وكتب للصالح