سبعة وعشرين يوما ، وقيل دخلها في العشرين من رمضان ، وخرج منها في سابع عشر شوال ، إلّا أنه ما وصل إلى مصر إلّا في آخر السنة ، وكان في عزمه الفتك بابن الشيخ ، لأنه بلغه أنه يريد الملك ، والناس كلهم يريدونه ، فاستشهد واستراح رحمة الله تعالى عليه.
فصل
وفيها توفي الملك الصالح أيوب بن محمد الكامل ولد في سنة ثلاث وستمائة بالقاهرة ونشأ بها ، ولقبه نجم الدين ، استخلفه أبوه بها لما نزل إلى الشرق ، فأقام مع صواب لا أمر له ولا نهي ، ثم أعطاه حصن كيفا ، وجرى له ما ذكرناه ، ولما ملك مصر اجتهد في خلاص ولده المغيث فلم يقدر ، وكان مهيبا معظما جبارا ، أباد الأشرفية ، وغيرهم وقد حكى لي جماعة من أمرائه قالوا : والله ما نقعد على بابه إلّا ونحن نقول : من هاهنا نحمل إلى الجبان ، وكان إذا حبس انسانا نسيه لا يتجاسر أحد أن يخاطبه فيه ، وبنى قبابا في تنيس للحبس ، وكان يحلف أنه ما قتل بغير حق ، وهذه مكابرة ظاهرة ، فإن خواص أصحابه حكوا أنه لم يكن أحصى من قتل من الأشرفية وغيرهم ، ولو لم يكن إلّا قتل العادل أخيه ، وكانت أم خليل عتيقة أيوب تكتب خطا يشبه خطه ، فكانت تعلم على التواقيع ، وكان فسد مخرجه ، وامتد إلى فخذه اليمنى ، ورجله ، ونحل جسمه ، وعملت له محفة يركب فيها ، وكان يتجلد ، ولا يطلع أحد على حاله ، ثم حمل تابوته إلى الجزيرة فعلق بسلاسل حتى قبر في تربته إلى جانب مدرسته بالقاهرة ، وقد ذكرنا واقعاته في السنين إلى أن توفي في ليلة النصف من شعبان ، وأخفي موته على ما ذكرنا.
فصل
وفيها توفي فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ ، كان عاقلا جوادا ، مدبرا خليقا بالملك ، محبوبا إلى الناس ، ولما توفي الصالح ندب إلى الملك