على قتله ، وكانوا ثلاثة ، وقال : قد خرج الإنبروز عن دين النصرانية ، ومال إلى المسلمين ، فاقتلوه ، وخذوا بلاده لكم ، وأقطع كل واحد مملكة ، فأعطى واحدا صقلية ، والآخر تصقانة ، والآخر بولية ، وهذه ممالك الإنبروز ، وكتب أصحاب الأخبار إلى الإنبروز بذلك فعمد إلى مملوك له فجعله مكانه على التخت ، وأظهر أنه قد شرب دواء ، وأرسل إلى الثلاثة فجاؤوا والمملوك نائم على التخت ، فظنوه الإنبروز ، وقد اختبأ الإنبروز في مجلس معه مائة فارس ، فلما دخلوا على المملوك مالوا إليه بالسكاكين ، فقتلوه فخرج إليهم الإنبروز ، فذبحهم بيده ، وسلخهم وحشا جلودهم تبنا ، وعلقهم على باب القصر ، وبلغ البابا ، فبعث إلى قتاله جيشا ، والخلف واقع بينهم ، وهذا الإنبروز هو الذي أعطاه الكامل القدس.
ذكر ألقابه
الملك الكبير ، الأجل الخطير ، الأعز الأثير ، قيصر المعظم امبرطور المقتدر بقدرة الله ، المستعلي بعزته ، مالك الألمانية والانبردية ، وصقلية ، وحافظ بيت المقدس ، معز إمام رومية ، مالك ملوك النصرانية ، حامي الممالك الفرنجية ، قائد الجيوش الصليبية.
فصل
وفيها قبض الملك الناصر داود على عماد الدين بن موسك في الكرك ، واحتاط على موجوده ، وكان له صندوق فيه نيف وخمسين ألف درهم.
وفي يوم الخميس تاسع عشر ذي القعدة ، قدم الصالح أيوب دمشق ، فأحسن إلى أهلها ، وتصدق على المدارس ، والربط وأرباب البيوت بأربعين ألف درهم ، وببعلبك بعشرين ألفا ، وببصرى بعشرين ألفا ، وخلع على أعيان الدماشقة الخلع السنية ، ومضى إلى بعلبك وعاد عنها ، ومشى ناصر الدين ، وابن مطروح بين الصالح ، وعز الدين أيبك في الصلح بواسطة شمس الدولة ابن العميد ، وخرج الصالح من دمشق