فصل
وفيها توفى جمال الدين بن جرير ، وزير الأشرف ، أصله من الرقة وكان يتردد إلى خانكاه الرقة في سنة اثنتي عشرة وستمائة وثلاث عشرة وستمائة ، وكان له بستان وملك يسير يعيش منه ، ولم يكن يعرف الأشرف يومئذ فما زال يتوصل إليه حتى استوزره بدمشق أيوب أياما قلائل دون الشهر ، وكانت وفاته يوم الجمعة سابع عشرين جمادى الآخرة بالخوانيق ، ودفن بمقابر الصوفية عند المنيبع ، سمع الحديث وكان يتردد إلى زيارة الصالحين وفيه يقول ابن محمد بن الحنفي :
من قال أهل الشام عندي كلهم |
|
بقر فليس عليه فيه جناح |
لو لم يصح مقاله فيهم لما |
|
أضحى يسوس أمورهم فلاح |
قلت : ما كان ابن جرير فلاحا ، وعامة الوزراء كانوا فلاحين ، مثل ابن هبيرة وغيره.
السنة السابعة والثلاثون وستمائة
وفيها هجم الصالح إسماعيل دمشق ، ومعه أسد الدين صاحب حمص يوم الثلاثاء سابع عشرين صفر ، وكان الصالح أيوب مقيما بنابلس ، وإسماعيل ببعلبك يكاتبه ، ويعده أنه واصل إلى خدمته ، وكان أسد الدين قد جاء إلى الزراعة ، واجتمع مع إسماعيل ، واتفقا على أيوب ، وأن تكون البلاد بينهما مناصفة ، وكان إسماعيل ، وابن يغمور بنابلس كما ذكرنا ، وكان عز الدين أيبك مقيما بصرخد لم ينزل إلى خدمة أيوب ، واتفق مع إسماعيل على أيوب ، وكتب إسماعيل إلى أيوب يطلب ولده ليصل إليه ويقيم عوضه ببعلبك ، فبعث إليه به وكل هذا وأم عامر نائمة ، وكان هذا بترتيب السامري وأبي الحسن المستطبب ابن غزال وزير إسماعيل ، وكان الصالح أيوب قد سير سعد الدين الحكيم من نابلس ، ومعه الطيور إلى بعلبك يعرف أيوب أخبار إسماعيل كل وقت