الصالح أيوب بمصر القضية ، وقال : إن فتح الله على يدي دمشق لأفعلن به وأصنع.
رجعنا إلى الحديث
والدسائس تعمل في دمشق ، ومن تكبر أيوب وتجبره لا يتجاسر أحد أن يخبره ، وخرجت السنة على هذه .......
فصل
وفيها توفي عماد الدين بن شيخ الشيوخ قد ذكرنا أنه كان السبب في إعطاء دمشق للجواد ، فلما مضى إلى مصر لامه العادل على ذلك ، وتهدده فقال : أنا أمضي إلى دمشق ، وأنزل في القلعة ، وأبعث بالجواد إليك وإن امتنع أقمت نائبا ، فسار إلى دمشق وذلك قبل المقايضة ، ونزل بقلعة دمشق ، وأمر ونهى ، وقال : أنا نائب السلطان ، وقال للجواد : تسير إلى مصر ، وكان أسد الدين صاحب حمص بدمشق ، قالوا : فاتفق الجواد وأسد الدين على قتل ابن الشيخ ، واستدعى صاحب حمص بعض نصارى قارا ، وأمره بقتله ، فركب ابن الشيخ يوما من القلعة وقت العصر ، فوثب عليه النصراني فضربه بسكين حتى قتله ، وذلك في جمادى الأولى ، ودخل الصالح أيوب دمشق في جمادى الآخرة ، وحبس النصراني أياما ثم أطلق ، قلت : وأسد الدين لما قتل ابن الشيخ كان في حمص ، وإنما شنعوا عليه ، وذكر سعد الدين مسعود بن تاج الدين شيخ الشيوخ ، ابن عم عماد الدين ، وهو كان حاضر القضية قال : خرجنا من القاهرة في ربيع الأول ، وذكر أن عماد الدين لما توجه ودعه إخوته ، فقال له أخوه فخر الدين : ما أرى رواحك مصلحة ، وربما آذاك ابن مودود ، فقال : أنا ملكته دمشق فكيف يخالفني؟ فقال : صدقت أنت فارقته أميرا ، وتعود إليه وقد صار سلطانا ، فتطلب منه تسليم دمشق ، وتعوضه الاسكندرية ، ويقيم عندكم فكيف تسمح نفسه بهذا؟ وإذا أبيت فانزل