وخرج الجواد إلى النيرب ، واجتمع الخلق على باب النصر يدعون عليه ويسبونه في وجهه.
وكان قد سلط عليهم خادما لبنت كرجي يقال له الناصح ، فأخذ أموال الناس وصادرهم وعلقهم وضربهم ، فيقال : إنه أخذ من الناس ستمائة ألف درهم ، وأرسل الصالح أيوب إلى الجواد ليعطي الناس أموالهم ، فما التفت ، وسافر وبقيت في ذمته ، ومات ولم يعط أحدا شيئا.
وأما الناصح الخادم فإنه كان مقيما بحماة ، فتوصل لما أخذ الصالح أيوب إلى مصر ، وخدم الصالح ، وكان لما قتل ابن الشيخ عماد الدين قد أخذ الجواد ثيابه ، وفيها فرجية حمراء ، فأعطاها للناصح ، وعلم معين الدين أخو عماد الدين ، فقال معين الدين للصالح : هذا الناصح الذي فعل بالناس ما فعل وعمل على قتل أخي ، ولبس فرجيته ، وفعل وفعل ، فرماه الصالح في الجب ، واستأصله ، فمات في الجب على أقبح صورة من الفقر والقلة ، والقمل ، واستوزر الصالح جمال الدين ابن جرير ، فأقام أياما ، ومات في رمضان.
وتوجه الصالح أيوب إلى خربة اللصوص ، على عزم ديار مصر وكاتب عمه الصالح إسماعيل صاحب بعلبك ليسير إليه ، وكان أيوب لما دخل دمشق جاء إليه إسماعيل من بعلبك واجتمعا ، وتحالفا وتعاهدا ، ورجع إسماعيل إلى بعلبك ، وسار أيوب إلى نابلس في شوال استولى عليها وعلى بلاد الناصر [وكان الناصر سافر] إلى مصر إلى العادل ، وأقام أيوب بنابلس ينتظر وصول عمه إسماعيل ، وكان ولده وعسكره عنده ، وكتبه واردة إلى نابلس يقول للصالح أيوب : إنني واصل ، وكان ناصر الدين بن يغمور مع ابن الصالح إسماعيل بنابلس دائرا على الأمراء ، والجند يحلفهم على أيوب والدسائس تعمل في دمشق.
وبلغني أن الأموال كانت تفرق في دار النجم بن سلام ، وحكى لي