فصل
وفيها توفي علاء الدين كيقباذ صاحب الروم ، كان عاقلا شجاعا كسر الخوارزمي ، وكسر الكامل ، واستولى على بلاد الشرق ، وزوجه الكامل ببنته وأولادها منه ، وكان عادلا منصفا مهيبا ، ما وقف له مظلوم إلّا وكشف ظلامته.
فصل
وفيها توفي الكمال ابن مهاجر ، كان كثير المال ، والصدقات ، مات بدمشق في جمادى الأولى ، فجأة ودفن بقاسيون ، وأخذ الأشرف جميع ما وجد له بدمشق تبلغ قيمته ثلاثمائة ألف دينار ، أراني الأشرف من ذلك مسبحة فيها مائة حبة مثل بيض الحمام ، والحمد لله.
السنة الخامسة والثلاثون وستمائة
وفيها توفي الأشرف ، والكامل والخطيب ، والقضاة ، وولي الجواد دمشق ، واختلفت الخوارزمية على الصالح أيوب بن الكامل ، وأرادوا القبض عليه ، فهرب إلى سنجار ، وترك خزائنه ، وأثقاله ، وعبر الفرات من عند دير شير ، فنهبوا الجميع ، ولما وصل سنجار سار إليه بدر الدين لؤلؤ ، فحصر في ذي القعدة ، فأرسل الصالح إلى لؤلؤ يسأله الصلح فقال : لابد من حمله إلى بغداد في قفص ، وكان لؤلؤ والمشارقة يكرهون مجاورته ، وينسبونه إلى التكبر ، والتجبر ، والظلم فألجأت الضرورة إلى أن بعث الصالح إلى الخوارزمية ، وهم على حران يستنجدهم ، فيقال : أنه بعث إليهم بدر الدين قاضي سنجار ، وحطه من السور في حبل ، فشرط الخوارزمية كل ما أرادوا ، وساقوا جرائد من حران ، وكبسوا بدر الدين لؤلؤ على سنجار فنجا وحده على فرس سابق ، فنهبوا أمواله وخزائنه والخيام والخيل وجميع ما كان معه في عسكره.
وبلغني أن الدواة المفضضة تساوي مائتي درهم بيعت بخمسة