الروم قبل وصوله ، ونزل على دنيسر فأخربها إلّا الجامع ، واستباحوا الفروج والأموال ، وبينما هم على دنيسر إذ جاء كتاب بدر الدين لؤلؤ إلى الأشرف يقول : قد قطع التتر دجلة في مائة طلب ، كل طلب خمسمائة فارس ، ووصلوا إلى سنجار ، فخرج إليهم معين الدين ابن كمال الدين بن مهاجر ، فقتلوه على باب سنجار ، وقطع الكامل ، والأشرف الفرات إلى ناحية دمشق ، ورجع التتر ، ولما قطعا الفرات عادت عساكر الروم ، وجاءت الخوارزمية إلى صاحب ماردين ، فنزل إليهم ، وأحرقوا نصيبين ، وفعلوا فيها أعظم مما فعل الكامل بدنيسر ، وتوجهت العساكر ، فنازلوا آمد ، وخرجت السنة والحصار على آمد ، وفتحت في السنة الآتية ....
السنة الرابعة والثلاثون وستمائة
وفيها نزل التتر على إربل بالفارس والراجل ، وحاصروها مدة ونصبوا عليها المناجيق ونقبوا سورها ودخلوها عنوة ، وقتلوا كل من فيها ، وسبوا وفضحوا البنات ، وأخذوا الأموال ، وصارت الآبار والدور قبور أهلها ، ونتنت المدينة من كثرة الجيف ، وكان بادكين مملوك الخليفة في القلعة ، فقاتلهم ، ونقبوا القلعة ، وجعلوها سردابا ، وطرقا ، وقلت عندهم المياه ، ومات بعضهم عطشا ، ولم يبق إلّا أخذها ، فمن الله على من بقي من أهلها ، فرحلوا عنها في ذي الحجة ، وقد عجزوا عن حمل ما أخذوا من الأموال والغنائم ، ثم هرب بعد ذلك بادكين إلى بغداد ، واستخدم الصالح أيوب الخوارزمية الذين بقوا من أصحاب جلال الدين ، فانضموا إلى الصالح أيوب بن الكامل ، وانفصلوا عن الرومي.
فصل
وفيها بدت الوحشة بين الأشرف والكامل ، وسببه أن الأشرف طلب منه الرقة ، فقال : الشرق قد صار له ، وأنا كل يوم في خدمته فتكون هذه برسم عليق دوابي ، وجعلت الفلك ابن المسيري واسطة ، فكتب الفلك إلى