وحكى لي شيخنا جمال الدين الحصيري ، قال : رأيت أقسيس قد صعد إلى قبة زمزم وهو يرمي حمام مكة بالبندق ، قال : ورأيت غلمانه في المسعى يضربون الناس بالسيوف في أرجلهم ، ويقولون اسعوا قليلا قليلا ، فإن السلطان نائم سكران في دار السلطنة التي في المسعى ، والدم يجري من ساقات الناس.
وفيها نقل العادل من قلعة دمشق إلى مدرسته التي أنشأها عند دار العقيقي والله أعلم ......
السنة العشرون وستمائة
وفيها عاد الأشرف من مصر إلى الشام قاصدا إلى الشرق ، والتقاه المعظم ، وعرض عليه النزول بالقلعة فامتنع ، ونزل بجوسق أبيه ، وبدت الوحشة بين الإخوة : الكامل ، والأشرف ، والمعظم ، وأصبح الأشرف في وقت السحر ، وساق ونزل ضمير ، ولم يعلم المعظم برحيله ، وسار يطوي البلاد إلى حران ، وكان الأشرف استناب أخاه شهاب الدين غازي صاحب ميافارقين على خلاط لما سافر إلى مصر ، وجعله ولي عهده بعده ، عينه ومكنه في جميع بلاده ، فسولت له نفسه بالعصيان وأعانه عليه قوم آخرون ، وهم ابن زين الدين ، والمشارقة ، والملك المعظم وقالوا : نحن من ورائك ، ولما وصل الأشرف إلى حران ، قال لي المعظم : أما عندك خبر ما قد شنع علي أخي أنني أردت أن أمسكه؟ فقد كان في الجوسق لو أردت أن أمسكه مسكته ، والله ما خطر لي ذلك أبدا.
فصل
وحج بالناس من العراق ابن أبي فراس ، ومن الشام الشرف يعقوب صاحب جهاركس بن محمد.
وفيها توفي الأمير مبارز الدين سنقر الحلبي الصلاحي ، والد الظهير ، كان مقيما بحلب ، ثم انتقل إلى ماردين ، فخاف الأشرف منه ، فبعث إلى