فصل
وحج بالناس من بغداد آقباش الناصري ، وقتل بمكة ، ولم يحج أحد من العجم بسبب التتر ، وحج من الشام المبارز المعتمد ، وعاد حج العراق.
وفيها توفي الملك الفائز ابن العادل ، واسمه إبراهيم ، وكان قد حالف ابن المشطوب ، والأمراء بمصر على الكامل ، ولو لا المعظم لتم لهم ما أرادوا ولما كانت وقعة البرلس ، قال الكامل للفائز : هؤلاء الفرنج قد استولوا على البلاد ، وقد أبطى علينا الملك المعظم ، وما لملوك الشرق غيرك ، فقم وتوجه إلى الأشرف ، وعرفه ما نحن فيه من المضايقة ، فسار إلى الشرق ، وكان الأشرف على الموصل ، فمرض الفائز بين سنجار والموصل ، وقيل إنه سم فمات ، فردوه إلى سنجار فدفن عند تربة عماد الدين زنكي والله أعلم .....
فصل
وفيها توفي الشيخ عبد الله اليونيني ، أسد الشام ، وأصله من قرية من قرى بعلبك يقال لها يونين ، كان صاحب رياضات ، ومجاهدات وكرامات واشارات ، لم يقم لأحد من الناس تعظيما لله تعالى ، ويقول : لا ينبغي القيام لغير الله ، صحبته مدة ، وما كان يدخر شيئا ، ولا يمس يده دينارا ولا درهما ، وكان زاهدا ، ورعا عفيفا ، وما لبس طول عمره إلا الثوب الخام ، وقلنسوة من جلد الماعز تساوي نصف درهم ، وفي الشتاء يبعث له بعض أصحابه فروة قرض يلبسها ثم يؤثر بها في البرد ، وكان إذا لبس الثوب يقول هذا لفلان وهذا لفلانة.
وقال لي يوما : يا سيدي أنا أبقى في هذه الزاوية أياما ، وكنا ببعلبك ، ما آكل شيئا فقيل له : فأنت صاحب القبول ، فكيف تجوع؟ قال : يا سيد لأن أهل بعلبك يتكل بعضهم على بعض فأجوع أنا.
وحدثني عبد الله خادمه عنه قال : كان يأخذ ، ورق اللوز ، فيفركه