السنة الخامسة عشرة وستمائة
وفيها أعيد خالي أبو محمد يوسف إلى الحسبة ، وأفرج الخليفة عن ولده أبي نصر محمد ، وأذن له في الركوب إلى حيث شاء.
وفيها نزلت الفرنج على دمياط في ربيع الأول ، وكان العادل بمرج الصفر ، فبعث العساكر التي كانت عنده إلى مصر إلى الكامل في مقاتلة الفرنج ، وأقام الملك المعظم بالساحل بعسكر الشام في مقاتلة الفرنج.
وفيها استدعى العادل الملك المعظم عيسى ، وقال : قد بنيت هذا الطور ويكون سببا لخراب الشام ، وقد سلم الله من كان فيه من أبطال المسلمين وسلاح الدنيا والذخائر ، وأرى من المصلحة خرابه ليتوفر من فيه من المسلمين والعدد على حفظ دمياط ، وأنا أعوضك ، فتوقف المعظم وبقي أياما لا يدخل إلى العادل ، فبعث إليه فأرضاه بمال ، ووعده بمصر ببلاد ، فأجابه فبعث فنقل ما كان فيه من العدد والذخائر إلى القدس ، وعجلون والكرك ودمشق.
وفي يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الآخر كسر الملك الأشرف ملك الروم كيكا وسس.
وفي جمادى الأولى أخذ الفرنج برج السلسلة ، وأرسل الكامل شيخ الشيوخ صدر الدين إلى العادل يخبره ويستصرخ ، فلما اجتمع بالعادل أخبره ، ودق يده على صدره ، ومرض مرض الموت.
وفي جمادى الآخرة التقى المعظم بالفرنج على القيمون ، فنصر عليهم ، وقتل منهم مقتلة عظيمة ، وأسر من الداوية مائة فارس ، وأدخلهم القدس منكسة أعلامهم.
وفيها وصل رسول خوارزم شاه إلى العادل ، وهو بمرج الصفر ، فبعث في الجواب الخطيب الدولعي ، والنجم خليل قاضي العسكر ،