الخليفة يكون بهذه الأوصاف ، ثم ردنا بغير جواب ، ونزل الثلج عليهم فهلكت دوابهم ، وركب خوارزم شاه يوما فعثر به فرسه ، فتطير ووقع الفساد في عسكره ، وقلت الميرة ، وكان معه سبعون ألفا من الخطا ، فرده الله ونكب بتلك النكبة العظيمة وسنذكرها.
فصل
وفيها انفسخت الهدنة بين المسلمين والفرنج وجاء العادل من مصر بالعساكر الشامية وخرج الفرنج من عكا ومقدمهم ملك الهنكر ، في خمسة عشر ألفا ، وكان شجاعا مقداما ، فنزلوا عين الجالوت ، ومعه جميع ملوك الساحل ، فلما أصبحوا ركب الهنكر في أوائلهم وقصد العادل ، وكان العادل على تل بيسان ، فنظر فرأى أنه لا قبل له بهم ، فتأخر فقال له المعظم : إلى أين؟ فشتمه بالعجمية وقال : بمن أقاتل أقطعت الشام مماليكك ، وتركت أولاد الناس الذين يرجعون إلى الأصول ، وذكر كلاما في هذا المعنى ، وساق فعبر الشريعة عند نرقا وجاء الهنكر إلى بيسان وبها الأسواق ، والغلال والمواشي شيء لا يعلمه إلا الله تعالى ، فأخذ الجميع ، وارتفع العادل إلى عجلون ، ومضى المعظم فنزل بين نابلس والقدس على عقبة اللين خوفا على القدس ، وأقام الفرنج على بيسان ثلاث أيام ، ورحلوا طالبين قصر ابن معين الدين ، وسار العادل فنزل رأس الماء ، وصعد الفرنج عقبة الكرسي إلى خربة اللصوص ، والجولان ، وأقاموا ثلاثة أيام ينهبون ويقتلون ويأسرون ، ثم عادوا فنزلوا الغور ، وبعث العادل أثقاله إلى بصرى ، ونساءه ، وأقام على رأس الماء جريدة ، ولما نزل الفرنج الغور جاء العادل فنزل عالقين.
حديث صعودهم إلى الطور
لما رجعوا من خربة اللصوص ووصلوا إلى تل الفرس قريبا من نوى ، رجعوا ونزلوا تحت الطور يوم الأربعاء ثامن عشرين شعبان ،