وكانت وفاته بتستر ، وأوصى أن يحمل إلى مشهد أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، فحمل في تابوت فدفن كما أوصى.
فصل
وفيها توفى مسعود ومودود ابنا الحاجب مبارك بن عبد الله ، فمسعود لقبه سعد الدين صاحب صفد ، ومودود لقبه بدر الدين شحنة دمشق وأمهما أم فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب ، وأصل أمهما من المنظرة ، ففرخشاه أخوهما لأمهما ، واختهما ست عذراء صاحبة المدرسة المجاورة لقلعة دمشق ، وكانا أميرين كبيرين ، لهما مواقف كثيرة مع صلاح الدين ، وتقدمت وفاة بدر الدين مودود ، فإنه مات بدمشق يوم الأحد خامس شهر رمضان ، وتوفى سعد الدين بصفد يوم الاثنين خامس شوال ، فبينهما شهر ، والحمد لله وحده وصلواته على أشرف خلقه محمد وآله وصحبه وسلم.
السنة الثالثة وستمائة
وفيها فارق وجه السبع الحج ، وقصد الشام ، وكان في الحج العراقي جمع من الأعيان ، فبكوا وضجوا ، وسألوه فقال : مولانا أمير المؤمنين محسن إليّ وما أشكو إلا من الوزير ابن مهدي يقصدني لقربي من مولاي ، وما عن الروح عوض ، وسار إلى الشام ودخل الحجاج بغداد وعليهم وحشة وكآبة ، وأمر الخليفة أن لا يخرج الموكب إلى لقائهم ولا يخرج إليهم أحد وأدخل الكوس ، والعلم ، والمهد في الليل ، وأقام الخليفة حزينا أياما.
وأما وجه السبع فوصل إلى دمشق فالتقاه العادل وأولاده وخدمه ، وأحسنوا إليه وأكرموه ........
وفيها قبض الخليفة على عبد السلام بن عبد الوهاب ابن الشيخ عبد القادر الذي أحرقت كتبه في الرحبة ، واستأصله ، وأصبح يطلب من الناس ، وكان قد بلغه فسقه وفجوره .........