وخمسمائة ، وأنه عاد إلى أصبهان في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة في زي طلبة العلم ، فإنه لقي بها الفضلاء ، وصحب العلماء ، وخرج منها في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة على نية الحج ، ثم عاد إليها ، ثم سافر إلى بغداد مع أبيه في سنة احدى وخمسين وخمسمائة [فاتصل بالوزير يحيى بن هبيرة ومدحه] بقصائد واستكتبه واستنابه بواسط وأعمالها.
وفيها برز العادل إلى القصير طالبا حلب ، وكان الأفضل بحمص عند شيركوه ، فجاء إلى عمه العادل فالتقاه عند ثنية العقاب ، فأكرمه وعوضه عن ميافارقين صميصات ، وسروج ، وقلعة نجم ، وقد أتى في المرج وحضر ، وتسلم الملك الظاهر فامية من شمس الدين ابن المقدم في صفر ، ونزل العادل إلى حمص.
وجات في شعبان زلزلة عظيمة هائلة فشققت قلعة حمص ورمت المنظرة التي على القلعة وأخربت حصن الأكراد ، وتعدت إلى جزيرة قبرس وامتدت إلى نابلس فأخربت ما بقى.
وفيها شرع الشيخ أبو عمر شيخ الفارسية رحمهالله في بناء الجامع بالجبل ، وكان بقاسيون رجل فامى يقال له أبو داود محاسن ، وأدركته في سنة ست وستمائة فوضع أساسه وبلغ قامة ، وأنفق عليه ما كان يملكه ، وبلغ ابن زين الدين مظفر الدين فبعث إلى الشيخ أبي عمر مالا فتممه ، ووقف عليه وقفا ، وبعد ذلك أراد ابن زين الدين أن يسوق الماء إليه من برزة ، وبعث إليه ألف دينار ، فقال المعظم عيسى رحمهالله : طريق الماء كله قبور ، وكيف يجوز أن ينبش عظام المسلمين ، اشتروا بغلا واعملوا مدارا ، وبالباقي مكانا ، وأوقفوا عليه ولا تؤذوا أحدا ففعلوا .....
السنة الستمائة
دخلت سنة ستمائة ، وفي أول هذه السنة سافرت من بغداد إلى الشام ، وهي أول رحلتي ، فاجتزت بدقوقا ، وبها خطيبها ، ويقال له الحجة ،