بمصر ، وابن الخشاب ، بحلب ، وكان شجاعا جوادا ، ولاه صلاح الدين القدس ، ثم أخذه منه الأفضل.
أبو الهيجاء ، وقد ذكرناه ........
فصل
وفيها توفي عماد الدين صاحب سنجار ، واسمه زنكي بن مودود بن زنكي بن آقسنقر ابن أخى نور الدين ، وقد ذكرناه في السنين ، وكان عاقلا جوادا ، وهو الذي قايض حلبا بسنجار ، ولم يزل مع السلطان صلاح الدين في غزواته مجاهدا ، وكان ميمون النقيبه ، وكان السلطان يحترمه مثل ما كان يحترمه نور الدين ، ويعطيه الأموال والهدايا ، والتحف الكثيرة ، ولما توفي صلاح الدين خرج مع أخيه عز الدين إلى لقاء العادل ، وكانت وفاته بسنجار ، ولما احتضر أوصى إلى أكبر أولاده ، وهو قطب الدين محمد ، ويلقب الملك المنصور ......
وفيها توفي قيماز بن عبد الله مجاهد الدين الخادم الرومي ، الحاكم على الموصل ، وهو الذي بنى الجامع المجاهدي ، والرباط ، والمدرسة ، والمارستان بظاهر الموصل على دجلة ، ووقف عليهم الأوقاف ، وكان عليه رواتب كثيرة بحيث لم يدع بالموصل بيت فقير إلا وأغنى أهله ، وكان دينا صالحا ، عادلا كريما يتصدق كل يوم خارجا عن الرواتب بمائة دينار ، وله حكايات مشهورة ، ولما مات عز الدين محمود وولي ابنه أرسلان شاه حبسه وضيق عليه ، وآذاه فتوفي في الحبس ، فأخرج ملفوفا في كساء ، فلما وصل إلى باب البلد قال البوابون : قفوا حتى نستأذن فأبقي على قارعة الطريق حتى أذن له ، وكان لعز الدين مسعود جارية يقال لها أفضل أولدها الجهة الأتابكية التي بنت في قاسيون التربة والمدرسة ، وكانت زوجة الملك الأشرف رحمهالله ، وكان عز الدين قد زوج أفضل أم الأتابكية مجاهد الدين قيماز.