والأمراء ، سعد الدين مسعود ، أخو بدر الدين مودود ، وشحنة دمشق ، وناصر الدين صاحب صهيون ، وسابق الدين عثمان صاحب شيزر ابن الداية ، وميمون القصري وأيبك الفارسي ، وأيبك فطيس ، وحسام الدين بشارة ، وسامة الجبلي ، وغيرهم فاستحلفهم لنفسه ، وكان عنده أبو جعفر إمام الكلاسة يقرأ القرآن ، فلما انتهى إلى قوله تعالى (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) وقد كان غاب ذهنه فقال صحيح ، وكانت وفاته يوم الأربعاء بعد صلاة الفجر السابع والعشرين من صفر ، وغسله الخطيب الدولعي ، وصلى عليه القاضي محيي الدين بن الزكي ، وبعث إليه القاضي الفاضل الأكفان والحنوط من أحل الجهات ، ودفن بدار البستان موضع جلوسه.
قال ابن القادسي : ودفن معه سيفه ، قال الفاضل هذا يتوكأ عليه في الجنة ، وهو وهم من ابن القادسي ، لأن سيفه بعث به ولده الأفضل إلى بغداد ، وسنذكره.
وعمل الأفضل العزاء ثلاثة أيام وحزن الناس عليه حزنا لم يحزن قبله مثله على غيره.
قال العماد : دخلنا عليه ليلة الأحد للعيادة ، ومرضه في زيادة ، وفي كل تضعف القلوب ، وتتضاعف الكروب ، ثم انتقل من دار الفناء إلى دار البقاء سحرة يوم الأربعاء ، ومات لموته رجاء الرجال ، وأظلم لغروب شمسه فضاء الأفضال ، ودفن بقلعة دمشق في مسكنه ، ودفن جماع الكرم والفضل في مدفنه ، ورثاه الشعراء ، وبكاه الفصحاء ، فمن ذلك قصيدة ذكرها العماد في البرق الشامي ، عددها مائتان وعشرون بيتا ذكرت ههنا غررها ، وسطرت دررها فأولها يقول :
شمل الهدى والملك عم شتاته |
|
والدهر ساء وأقلعت حسناته |
ومنها :