الدين ساعات ، ففجع السلطان بابن أخيه وابن اخته في يوم واحد ، ودفن بالتربة التي أنشأتها والدته بالعوينة بظاهر دمشق.
وفيها توفي الصفي بن القابض وزير صلاح الدين ، واسمه نصر الله ، وكان قد خدم السلطان لما كان بشحنكية دمشق ، وأمده بالمال ، فرأى له ذلك فلما ملك استوزره ، وكان شجاعا ثقة دينا أمينا ، فلما نزل الفرنج داريا ، والسلطان في الشرق جمع من أهل دمشق سوادا عظيما ، وخرج إلى ظاهر البلد ، فظنوهم عسكرا فرحلوا وكان كثير المعروف ، وكتب أملاكه لمماليكه لأنه لم يكن له ولدا ، وبنى بالعقيقة مسجدا ودفن به في رجب ، ويعرف اليوم بمسجد الصفى ....
السنة الثامنة والثمانون وخمسمائة
وفيها في ربيع الأول ولي جدي مدرسة الشيخ عبد القادر ، فذكر الدرس بها.
وقال ابن القادسي : وفي جمادى الأولى جلس الشيخ أبو الفرج بن الجوزي عند تربة أم الخليفة المجاورة لمعروف الكرخي ، فتاب مائة وثلاثون شخصا ومات ثلاثة في المجلس بوجدهم.
وفيها حبس الخليفة طاشتكين أمير الحاج ، وكان في قلبه مه من نوبة ابن يونس وتقصيره في القتال ، ونقل إلى الخليفة انه يكاتب صلاح الدين ، وكبر عنه ابن يونس ، فاعتقله تحت التاج واختفى خبره بحيث أقام سنين لم يطلع له على خبر.
وفيها كانت نوبة الخويلفة ، وكان السلطان قد كتب إلى مصر يستدعي العساكر ، فاجتمع على بلبيس خلق عظيم وقافلة عظيمة فيها أموال الدنيا ، وكان الانكلتار يترقب مجيئهم فبعث السلطان يحذرهم وقال ابعدوا في البرية ، وبلغ الانكلتار قربهم ، فركب من تل الصافية في ألف فارس مردفين بألف راجل ، وساروا حتى نزلوا ماء يقال له الحسي ،