جوانبها وليس لها طريق في البر إلا من مكان واحد فيه سبعة أبراج ، وبه المركيس ، وكان شجاعا حازما ، وقد انضوى إليه جميع من كان بالقدس والساحل من الفرنج ، وأقام السلطان ينتظر الاصطول من مصر ، فوصل فقاتلهم في البر والبحر ، واتفق أن الاصطول غفل ليلة فكبسه الفرنج فأخذوا المراكب ، ورمى بعضهم نفسه في البحر ، فتأخر السلطان في سلخ شوال ، ووصل إليه من بغداد تاج الدين أبو بكر حامد أخو العماد الكاتب ، فالتقاه السلطان وأكرمه ، وكان معه رسالة تذكرة مشحونة بالعتاب على أسباب ، منها : ان الخليفة عتبه لأجل ابن البوشنجي ويلقب بالرشيد ، وكان صبيا ببغداد ، ولا يؤبه له فخرج إلى الشام ، واتصل بصلاح الدين ، وقيل له هذا من بيت كبير ....
السنة السادسة والثمانون وخمسمائة
وفي سابع المحرم دخل ألب أرسلان بن السلطان طغريل إلى بغداد وهو صبي صغير وعليه كفن وبيده سيف مشهور كأنه يطلب عفو الخليفة وجاء فنزل بباب النوبي ، وباس العتبة فبكى أهل بغداد ، ورق له الخليفة ، وأنزله دار ابن العطار مقابل المخزن ، وأكرمه وأحسن نزله ، وعفا عن جرائم أبيه وما فعل ابن يونس ، واستدعاه إلى باب الحجرة وخلع عليه خلعة السلطنة ، وطوقه بطوق من ذهب ، واجتمع بولي العهد أبي نصر محمد.
وفيها تسلم الخليفة قلعة الحديثة ، بعد حصار كثير ، وفيها بنى الخليفة دار الفلك ، ورتب فيها ابنة السيد العلوي ، ويقال لها ست الجدود.
وأما حديث السلطان ، فإن هذه السنة دخلت وهو مرابط على الخروبة ، وفي ربيع الآخر تسلم شقيف أرنون بالأمان بعد الحصار الطويل ، وضيق على صاحبها أرناط ، بدمشق فسلمه ، ومضى إلى صور ، وفي هذا الشهر قدمت العساكر الاسلامية على السلطان ، وفيهم الملك الظاهر صاحب حلب ، وأسد الدين شيركوه صاحب حمص ، وسابق