وما بيده من حران والرها والرقة والخابور ونصيبين وقاطع الفرات ، فقال صلاح الدين : أما ما خلف عليه من بلاد الموصل فهو باق على حاله ، وأما ما ذكره من بلاد الجزيرة فإنما كانت بيده بشفاعة الخليفة على شرط أن يقوي ثغور المسلمين بالمال والعساكر ، أما الآن فالخليفة قد فوض أمرها إلي ، لا أفعل فيها إلا ما أراه من المصلحة ....
السنة السابعة والسبعون وخمسمائة
وفيه عاد صلاح الدين من دمشق إلى القاهرة واستناب بدمشق ابن أخيه عز الدين فرخشاه بعساكر الشام فبلغ قريبا من تيماء ، وبلغ البرنس فرجع إلى الكرك ، وأمر صلاح الدين أخاه سيف الدين بالمسير إلى اليمن فأقام يتجهز.
وفيها توجه صلاح الدين إلى الاسكندرية فخيم بظاهرها عند عمود السواري ، وقال : نقم تجاه الشيخ أبي طاهر السلفي ونسمع من ابن عوف موطأ مالك بزاويته على الطرشوشي ، وتم له ولأولاده السماع ، وكان واليها فخر الدين قراجا.
وكان في هذه السنة بالمزة خطيب يقال له العالم ، زور على صلاح الدين خطا بزيادة في جامكيته ، ووقف عليه فرخشاه فعلم باطن الحال ، فهم بالايقاع به فهرب إلى القاهرة واستجار بالسلطان فأجاره ، وقال : ما أخيب قصدك ، وكتب له توقيعا بما طلب وحج بالناس من العراق طاشتكين.
فصل
وفيها توفي الملك الصالح اسماعيل بن نور الدين محمود بن زنكي ، صاحب حلب ، وكان مرضه بالقولنج بدأ به في رجب.
وذكر ابن الأثير في تاريخه : أنه لما اشتد به المرض ، وضعف وصف له الأطباء قليل خمر ، فقال : لا أفعل حتى أسأل الفقهاء ، فسأل الشافعية فأفتوه بالجواز ، وسأل العلاء الكاشاني فأفتاه أيضا ، ولم يفعل وقال : إن