الصالح ابن نور الدين فأجابهم ، وشفع في بني الداية وقال : لابد منهم فلهم علينا حقوق كثيرة ، فقالوا : نعم ، وفارقوه على ذلك وجاءته الخلع والتشريفات من الخليفة ولأهله ، ولقب بالملك الناصر.
فصل
وفيها وصلت النبوية من العراق بين عشرة آلاف فارس وراجل فنزلوا بزاعة والباب فقتلوا ثلاثة عشر ألفا من أمراء الاسماعيلية ، وسبوا نساءهم وذراريهم ، وعادوا إلى العراق ومعهم الغنائم والرؤوس على رماحهم وعلى القصب عشرون ألف أذن ، وبعث صلاح الدين العساكر فأغاروا على البلاد الاسماعيلية وأحرقوا سرمين ومعرة مصرين ومصيات ، وضياع جبل السماق وقتلوا معظم أهله.
وفيها استخدم صلاح الدين العماد الكاتب ، وسببه أنه التقى القاضي الفاضل على حمص ومدحه بأبيات من الشعر ، فدخل الفاضل على صلاح الدين وقال له : تأتيك تراجم الأعاجم وما يحلها مثل العماد فقال : مالي عنك مندوحة أنت كاتبي ووزيري وقد رأيت على وجهك البركة فإذا سلمت غيرك تحدث الناس ، فقال الفاضل : هذا يحل التراجم وربما أغيب أنا ولا أقدر على ملازمتك ، فإذا غبت قام مقامي وقد عرفت فضل العماد وخدمته للدولة النورية ، فاستكتبه.
وفيها استوزر سيف الدين غازي صاحب الموصل جلال الدين أبا الحسن علي بن جلال الدين الوزير الأصبهاني فظهر منه من الكفاية والنهضة وحسن التدبير والكتابة مالم يكن في أحد ، وكان عمره خمسا وعشرين سنة ......
السنة الحادية والسبعون وخمسمائة
وأما أخبار الشام فإن الحلبيين نقضوا الصلح الذي كان بينهم وبين صلاح الدين ، وسببه أن سيف الدين غازي لامهم على ذلك ، وأرسل