وفيها فوض نور الدين شحنكية دمشق إلى صلاح الدين يوسف بن أيوب على ما قيل فأظهر السياسة ونفذت الأمور فقال عرقلة (٩) :
رويدكم يالصوص الشآم |
|
فإني لكم ناصح في مقالي |
وإياكم من سمي النبي |
|
يوسف رب الحجى والجمال |
فقطع أيدي النساء |
|
وهذا يقطع أيدي الرجال |
فصل
وفيها توفي أمير ميران بن زنكي أخو نور الدين محمود أصابه سهم على بانياس في عينه ، وقد ذكرنا أن نور الدين لما مرض كاتب أمير ميران الأمراء ، فلما برأ نور الدين سار إليه وأخذ حران منه فطرده فمضى إلى صاحب الروم ، وجيش الجيوش في سنة تسع وخمسين وخمسمائة ، وانضم إليه خلق كثير وكان نور الدين نازلا على رأس الماء فالتقوا فكسر نور الدين وقتل أخو مجد الدين بن الداية ونهب عسكر نور الدين ، ورجع أمير ميران إلى صاحب حصن كيفا مستجيرا به ، فيقال إنه مات عنده ، ويقال انه شفع فيه نور الدين فقبل شفاعته ، ومات بدمشق.
السنة الحادية والستون وخمسمائة
وفيها فتح نور الدين العريمة وصافيتا وهدم قلعتاهما وسورهما ، ومضى إليه غازي بن حسان صاحب منبج ، وأعطاه الرقة
السنة الثانية والستون وخمسمائة
..... وفيها عاد أسد الدين شيركوه إلى مصر ، وهي المرة الثانية ، وسببه أن العاضد كتب إلى نور الدين محمود يستنجده على شاور ، وأنه قد اشتد الأمر وظلم وسفك الدماء ، وما كان في قلب نور الدين من شاور لأنه غدر بأسد الدين واستنجد الفرنج ، فسار أسد الدين من دمشق منتصف ربيع الأول ومعه ابن أخيه صلاح الدين ، فنزل الجيزة