قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاريخ دمشق [ ج ١ ]

    تاريخ دمشق

    تاريخ دمشق [ ج ١ ]

    تحمیل

    تاريخ دمشق [ ج ١ ]

    335/846
    *

    ووردت الأخبار في هذه السنة بظهور الكرج من الدروب ، وقصدهم بلاد الملك طغرل ، فاستنجد بالأمير نجم الدين إيل غازي بن أرتق ، صاحب حلب ، وبالتركمان وبالأمير دبيس بن صدقة بن مزيد ، فأجابوا إلى ما دعاهم إليه ، وبعثهم عليه ، وتوجهوا نحوه في خلق عظيم ، فانهزم جمع الكرج خوفا ، وعاد فرقا ، وضايقهم المسلمون ، وضايقوهم في الدروب ، فعادوا على المسلمين ، فهزموهم وقتلوا منهم مقتلة عظيمة ، وقصدوا مدينة تفليس ، فافتتحوها بالسيف وقتلوا من كان فيها (١).

    __________________

    (١) ذكر هذه الوقعة المؤرخ السرياني المجهول الذي أرخ للحملتين الصليبيتين الأولى والثانية ، وكذلك ابن الأثير في الكامل : ٨ / ٢٩٣ ـ ٢٩٤ ـ وقدم الفارقي تفاصيل لا نجدها عند سواه ، وذلك في النسخة المطولة من كتابه والمحفوظة في المتحف البريطاني برقم / ٥٨٠٣ / الأوراق : ١٦٩ ظ ـ ١٧٠ و:

    ولقيمة هذا النص أثبته في الحاشية ، حيث قال : وفي سنة خمس عشرة وخمسمائة نفذ أهل تفليس إلى نجم الدين إيل غازي يستدعونه ليسلموا إليه تفليس وكان لها بيد أهلها مقدار أربعين سنة ، وكان ملكها قوم من أهلها يسمون بني جعفر ، من مقدار مائتي سنة ثم انقرض كبارهم واضمحلوا ، فعاد أمرهم إلى أهلها ، وكان كل شهر يلي أمرهم منهم واحد ، وبقوا كذلك مدة أربعين سنة ، وكان الملك داود ملك الأبخاز والكرج قد ضايقها مضايقة شديدة واضمحلت ، وكان قد نفذوا إلى السلطان طغرل بك ابن السلطان محمد ، وكان ملك جتري وأران ، فنفذ لهم شحنة ، وزادت مضايقة ملك الكرج لهم ، وبقوا على هذا مدة فاتفقوا أن يحملوا له في كل سنة عشرة آلاف دنيار ، ويكون عندهم شحنة معه عشرة فوارس ، فبقوا على ذلك مدة.

    ونفذوا إلى نجم الدين يستدعونه ، فسار ومعه عساكر عظيمة ، ومعه دبيس بن صدقة ملك العرب وكان صهر نجم الدين على ابنته جهان خاتون ، وكان قد وصل إليه في تلك السنة ، فسار بالعساكر ، ونفذ إلى شمس الدولة طغان أرسلان صاحب أرزن وبدليس ، وكان له مدينة دوين ، وأمره أن يدخل من شرقي تفليس ، وسار وأخذ معه القاضي علم الدين ابن نباتة ، ومعه ولده القاضي علم الدين أبو الفتح الكبير ، هو الآن (يعني سنة ٥٧٢) قاضي ماردين ، والوزير أبو تمام بن عبدون وسار معه ، فوصلوا إلى أرزن الروم ، وتخلف القاضي والوزير بأرزن الروم ، ودخل بالعساكر من ولاية الفرس ، وطريق بر ياليث ، واتفقوا أن تجمع العساكر أجمع على باب تفليس ، وتجهز السلطان طغرلبك من ناحية جنزى ، وسار طغان أرسلان الأحدب من دوين ، ووصل نجم الدين إلى أن بقي بينه وبين تفليس الجبل مقدار نصف يوم.

    وخرج الملك داود ، ومعه ولده ديميطري من جنب الغرب ، في عساكر عظيمة وكان يحدر عليهم من الجبل ، وهم في لحفة ، ولم تكن وصلت عساكر السلطان طغرلبك ولا شمس الدولة الأحدب بمن معه ، وتقاتلوا قتالا عظيما ، وكسر نجم الدين ، وقتل منه خلقا كثيرا ، وغنم الكفار منهم غنيمة عظيمة ، وخرج نجم الدين ، ودبيس في نفر يسير بحيث أن بقي عندهم من الأسرى إلى زماننا.

    ولقد رأيت موضع الوقعة حيث دخلت إلى تفليس في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة فأقمت