الصفحه ٣٩٠ : طريق الشعراء سالما في نفسه وجملته ، ظافرا غانما ووصل
الأفرنج إلى أعمالهم ، فشاهدوا ما حل بها ونزل
الصفحه ٣٩٢ : فيها ، وارتاحت نفسه إلى دمشق والإقامة فيها ، وجعل
يراسل أباه تاج الملوك ، ويسأله نقله عنها ، ولم يزل
الصفحه ٣٩٦ : نية.
فلما انتهى إليه
الجواب ، ووقف عليه ، لم يحفل به ، ولا أصاخ إلى استماعه ، فأوهمته نفسه بالطمع في
الصفحه ٤٠٨ : نفسه ، فتبع عماد الدين إلى الموصل ، ونزل بظاهرها
وخيم به ، كالمستجير والعائذ به ، وحين خلت بغداد من
الصفحه ٤٠٩ : القتل له ، وقد كان بلغه اعتزامهم على إفساد حاله
بأخذ ماله ، وأشير عليه بالاحتياط على نفسه ، والتحيل في
الصفحه ٤١٠ : متعديا للواجب ، وبذاك أشهد على نفسه القضاة والفقهاء
والأعيان ، فكان ذلك أوكد الحجة في خلعه ، ونقض أمره
الصفحه ٤١٣ : شريف النفس ، ذا رأي وهمة ، فلهذا انحرف السلطان من توليته
الخلافة .. قيل : وكان الراشد بعد قتل أبيه قد
الصفحه ٤١٥ : حفظ الحرمة ، وحراسة الحشمة ،
والتطيب بالنفس ، وتأكيد (١٤٣ و) الأنس.
فعند الوقوف على
ما صدر إليهم من
الصفحه ٤١٦ : الحصن الذي هناك فنهبه ، وقتل من فيه من
المقدمين والأتباع ، وأسر من بذل في نفسه المال الكثير ، وحصل له
الصفحه ٤٢٢ : من شهر رمضان ، وكان من المتخصصين
ذوي المروءة ، وكرم النفس.
وفي هذه السنة
ترددت المراسلات من الأمير
الصفحه ٤٢٩ : منكفئا إلى عسكره ، وقد ضعفت نفسه ، وضاق لهذا
الأمر صدره ، وقد كان تقرر الأمر مع الأفرنج على الاتفاق
الصفحه ٤٣٣ : ، وكان على ما حكي عنه حسن الطريقة ، جميل الفعل ، كريم النفس ، مرضي
السياسة ، مشهور النفاسة والرياسة
الصفحه ٤٣٥ :
أولى ، وبرز إليه
صاحب أنطاكية ، وخدمه وأصلح أمره معه ، وطيب نفسه ، وعاد عنه إلى أنطاكية
الصفحه ٤٣٦ : عرضت له كان فيها إتلاف نفسه ،
وأقيم ولده الصغير ، وأمه مقامه في الملك ، ورضي الأفرنج بذلك ، واستقامت
الصفحه ٤٣٧ : به ، والاستبشار بعوده ، وطابت نفسه ببلوغ
أمانيه ، ومضي أعاديه الساعين فيه.
وفي شهر ربيع
الآخر ورد