الكرانكس (١) وقام في الملك بعده ولده يوحنا ، واستقام له الأمر ، وعمل بسيرة أبيه ، وفيها وردت الأخبار بموت بغدوين ملك الأفرنج صاحب بيت المقدس بعلة طالت به وكانت سبب هلاكه في ذي الحجة منها ، وقام بعده في الأمر كند هو [الذي كان] الملك [بالرها](٢).
سنة إثنتي عشرة وخمسمائة
في هذه السنة شاعت الآثار والأخبار من ناحية الأفرنج ، بطمعهم في المعاقل والبلاد ، وإجماعهم على قصدها بالعيث والإفساد ، لغفلة الإسلام عن قصدهم بالغزو والجهاد ، وأنهم قد شرعوا في التأهب لهذه الحال ، والاستعداد وكاتب ظهير الدين أتابك أرباب الجهات والمناصب ، وبعثهم على التعاون على دفع شر الملاعين ، بالتوازر والتواظب.
وورد الخبر بتوجه الأمير نجم الدين إيل غازي إلى دمشق ، في عسكره ، للاجتماع مع ظهير الدين أتابك على إعمال الرأي في التدبير والتشاور في العمل والتقرير ، هذا بعد أن راسل طوائف التركمان بالاستدعاء لأداء فريضة الجهاد والتحريض على الباعث لذاك والاحتشاد.
ووصل الأمير المذكور إلى دمشق من حلب ، في بعض أصحابه وخواصه ، واجتمعا وتعاهدا على بذل المكنة والاجتهاد في مجاهدة الكفرة الأضداد ، وطردهم عن الإفساد في هذه المعاقل والبلاد ، ووقع الاتفاق بينهما على [مصير](٣) الأمير (١١٠ و) نجم الدين إيل غازي بن أرتق إلى ماردين لإنجاز أمره ، وجمع التركمان من الأعمال ، وحضهم على النكاية في أحزاب الشرك والضلال ، واقتضت الآراء مصير الأمير ظهير الدين معه لتأكيد الحال ، وتسهيل الآمال ، وسارا في العشر الأول من
__________________
(١) هو الكسيوس كومونين ، أفضل مصدر عنه كتاب الالكسياد لابنته الأميرة آنا كومينا.
(٢) في الأصل «كند هو الملك» وأضيف ما بين الحواصر كيما يستقيم السياق ، هذا وسبق للمؤلف أن ذكر وفاة بلدوين الأول في أخبار سنة / ٥٠٨ /. انظر ص ٣٠٥.
(٣) أضيف ما بين الحاصرتين كيما يستقيم السياق.