بالردم ، وانهدم بها تقدير سبعين برجا من سورها ، وبقيت على حالها إلى أن أمر السلطان ملك شاه بعمارتها ، ولم ما تشعث منها.
وفيها نزل الأمير قسيم الدولة صاحب حلب على حصن أفامية ، فملكه ، وأبعد خلف بن ملاعب عنها ، ورتب نائبه في حفظها ، في ثالث رجب ، وعاد إلى حلب (١).
وفيها وردت الأخبار من المشرق بوفاة الملك أحمد بن السلطان ملك شاه المرتب في مملكة جدة في سمرقند ، وخطب له على المنابر حسب ما تقدم ذكره ، فعاجله القضاء الذي لا يدافع ، والمحتوم الذي لا يمانع.
سنة خمس وثمانين وأربعمائة
في هذه السنة اقترن المريخ وزحل في برج السرطان ، وقت الظهر من يوم الإثنين النصف من شهر ربيع الأول وهو السادس والعشرون من نيسان ، وذكر أهل المعرفة من أهل صناعة النجوم أن هذا القران لم يحدث مثله في هذا البرج منذ مبعث النبي صلىاللهعليهوسلم وإلى هذه الغاية.
وفيها توجه السلطان العادل (٦٦ ظ) ملك شاه من أصفهان إلى بغداد معولا على قصد مصر لتملكها ، فلما وصل إلى همذان وثب رجل ديلمي من الباطنية على وزيره خواجه بزرك نظام الملك أبي علي الحسن ابن اسحق الطوسي ، فقتله رحمهالله (٢) ، وهرب من ساعته ، فطلب فلم يوجد ولا ظهر له خبر ولا بان له أثر ، فأسف الناس ، وتألموا لمصابه
__________________
(١) كذا وفي الخبر بعض اللبس : فالذي حدث أن آق سنقر التحق بتتش وساعده في حملة طرابلس ، وأثناء الحصار تخاصم معه وانسحب عائدا نحو حلب ، وفي طريقه إلى حلب استولى على أفامية التي كانت من أملاك ابن ملاعب ، وبعد ذلك سلمها لنصر بن علي المنقذي صاحب شيزر. مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٢١٧ ـ ٢١٨.
(٢) قتل بتخطيط وأمر من حسن الصباح مؤسس الدعوة الاسماعيلية الجديدة ، وربما كان هناك شيء من التواطؤ من قبل ملكشاه. انظر الدعوة الاسماعيلية الجديدة ـ ط. بيروت ١٩٧١ : ٦٢ ـ ٦٣. مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٣٤٩ ـ ٣٧٣.