اللهم إنا حاكمناه إليك ، وتوكلنا في انصافنا منه عليك ، ورفعنا ظلامتنا هذه إلى حرمك ، ووثقنا في (١) كشفها بكرمك ، فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين ، وأظهر اللهم قدرتك فيه ، وأرنا ما نرتجيه فقد أخذته العزة بالإثم.
اللهم فاسلبه عزه ، وملكنا بقدرتك ناصيته يا أرحم الراحمين ، وصل يا رب على محمد وسلم وكرم».
وتولى بعده الأمر ولد ولده الإمام أبو القاسم عبد الله (٢) ابن ذخيرة الدين [بن](٣) القائم بأمر الله أمير المؤمنين ، وكان ذخيرة الدين ، ولي العهد ، فتوفي في حياة أبيه القائم بأمر الله ، فعقد الأمر لابنه أبي القاسم عبد الله ، ولقبه المقتدي بالله ، وأخذت له البيعة في شعبان سنة سبع وسبعين وأربعمائة ، وعمره تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وأيام.
وفي هذه السنة وردت الأخبار من ناحية حلب بوفاة صاحبها الأمير محمود بن شبل الدولة بن صالح ، بحلب في جمادى الأولى ، وقام في منصبه ولده الأمير نصر بن محمود (٤) ، وهنأه بعد التعزية الأمير أبو الفتيان بن حيوس بالقصيدة الألفية المشهورة التي يقول فيها :
وقد جاد محمود بألف تصرّمت |
|
وإني سأرجو أن سيخلفها نصر (٥) |
فأطلق له ألف دينار ، وقال له : لو كنت قلت «سيضعفها نصر» لفعلت.
__________________
(١) في رواية ابن العديم : وقد رفعت ظلامتي إلى حرمك ، ووثقت في كشفها بكرمك .....
(٢) في الاصل «عبد الرحمن» وهو تصحيف صوابه ما أثبتنا.
(٣) أضيف ما بين الحاصرتين كيما يستقيم السياق.
(٤) أوصى محمود قبل وفاته بحلب لابنه شبيب ، وكان أصغر أولاده ، فلم تنفذ وصيته. انظر زبدة الحلب : ٢ / ٤٢ ـ ٤٥.
(٥) القصيدة رائية ، لعلها عرفت بالألفية لما جاء فيها ، واختلفت روايات هذا البيت ، انظر ديوان ابن حيوس : ١ / ٢٤٨. زبدة الحلب : ٢ / ٤٦.