سنة خمس وستين وأربعمائة
فيها هرب الأمير أبو الجيوش علي بن المقلد بن منقذ من حلب خوفا من صاحبها الأمير محمود بن صالح ، حين عرف عزمه على القبض عليه ، وقصد المعرة ، ثم قصد كفر طاب (١).
وفيها ورد نعي الأمير عطية (٢) عم الأمير محمود بن صالح من القسطنطينية في ذي الحجة.
وفيها ورد : سار الأمير محمود بن صالح من حلب فيمن جمعه وحشده من عسكره إلى الرحبة.
وفي هذه السنة : وردت الأخبار باستشهاد السلطان العادل ألب أرسلان بن داود (٣) أخي السلطان طغرلبك ، ملك الترك ، على نهر جيحون ، عند حصن هناك بيد من اغتاله من الباطنية ، المتزيين بطريقة الزهاد المتصوفة على القضية المشهورة (٦١ و) والسجية المذكورة (٤).
__________________
(١) كانت كفر طاب بلدة ذات شهرة ومكانة كبيرة ، بقاياها اليوم قائمة على قرابة / ٢ كم / إلى الغرب من بلدة خان شيخون على الطريق العام الواصل بين حماه ومعرة النعمان فحلب ، وكان الأمير علي أخا لمحمود بالرضاعة ، صاحب مكانة كبيرة في بلاد الشام ، وهو الذي استولى على قلعة شيزر الحصينة ، وسبب قيام الأسرة المنقذية ذات الدور الكبير أيام الحروب الصليبية.
انظر زبدة الحلب : ٢ / ٣٤ ـ ٣٥. مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ١٨٦ ـ ١٨٨.
(٢) هرب عطية بعد انتزاع حلب منه إلى الأراضي البيزنطية ، وجاء بعد معركة مناز كرد على رأس قوة بيزنطية يريد مدينة حلب ، فأخفق ، ومن ثم عاد وذهب إلى القسطنطينية ، حيث قيل بأنه «سقط من سطح كان نائما عليه وهو سكران ، فمات سنة أربع وستين» زبدة الحلب : ٢ / ٣١.
(٣) في الأصل : عبدد ، وهو تصحيف صوابه ما أثبتناه ، فألب أرسلان هو «ابن جغري بك ... وله ولكل واحد من آبائه اسم آخر بالعربية ، واسمه بالعربية محمد بن داود ...» مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٢٧٨.
(٤) لا علاقة للباطنية باغتيال ألب أرسلان ، ذلك أنه عبر سنة خمس وستين وأربعمائة نهر جيحون على رأس جيش كبير «فأتاه أصحابه بمستحفظ قلعة يعرف بيوسف الخوارزمي ، وحمل إلى قرب سريره ، وهو مع غلامين ، فتقدم بأن يضرب له أربعة أوتاد وتشد أطرافه إليها ، فقال : يا مخنث مثلي يقتل هذه القتلة؟ فاحتد السلطان ألب أرسلان ، وأخذ القوس والنشابة ، وحرص على قتله ، وقال للغلامين : خلياه ، ورماه فأخطأه ... فعدا يوسف إليه ، وكان السلطان جالسا على