الدولة وعوده إلى مصر منهزما مخذولا (١) فعاد محمود بجمعه إلى حلب وحصل بها ، وأقبل عمه معز الدولة (٢) واستقام أمره فيها.
وفي هذه السنة قصد الأمير عطية فيمن جمعه وحشده مدينة الرحبة ، ولم يزل نازلا عليها ومضايقا لأهلها ومراسلا لهم إلى أن تسهل الأمر فيها ، وسلمت إليه ، وحصل بها في صفر من السنة.
سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة
في هذه السنة وصل الأمير حسام الدولة ابن البجناكي إلى دمشق ، واليا عليها في يوم الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الأولى منها ، ونزل في المزة ، وأقام مدة ، وورد الكتاب بعزله ، فانصرف عن الولاية ، وتوجه نحو حلب في شهر رمضان من السنة.
ثم وصل بعد ذلك عدة الدين والدولة ناصر الدولة (٣) (٥٧ و) بن حمدان إلى دمشق واليا عليها في يوم الجمعة الثامن عشر من رمضان من السنة ، وحصل بها وقرىء سجل ولايته وأمر فيها ونهى.
وفي هذه السنة استقر الصلح والموادعة بين معز الدولة صاحب حلب وابن أخيه محمود بن شبل الدولة.
وفيها ندب أبو محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الشاعر للمسير من حلب إلى القسطنطينية رسولا في المحرم منها.
__________________
لك ولأصحابك إلا الاسم بلا فائدة» فامتنع عن النهب ، وانسحب نحو الفنيدق حيث تل السلطان ، وهناك حدثت معركة الفنيدق. انظر زبدة الحلب : ١ / ٢٧٨. امارة حلب : ١٥٧ ـ ١٦٠.
(١) وقع ناصر الدولة في أسر محمود وظل أسيرا حتى سنة ٤٥٣ حيث أطلق سراحه ثمال بن صالح.
(٢) في الأصل : «وقتل عمه معز الدولة» وهذا خطأ يوحي بحدوث سقط في الخبر ، ذلك أن معز الدولة ثمال بن صالح لم يكن في حلب أثناء سقوطها لمحمود بل كان في مصر ، ومن هناك صرفه المستنصر وفوض إليه حكم حلب ، فأقبل عليها واستطاع انتزاعها من ابن أخيه محمود ، انظر زبدة الحلب : ١ / ٢٨٠ ـ ٢٨٦. امارة حلب : ١٦١ ـ ١٦٢.
(٣) في الأصل : ابن ناصر الدولة ، وابن زيادة ، انظر زبدة الحلب : ١ / ٢٨٠ ـ ٢٨١.