وقال فيه الأمير أبو الفتيان محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس من قصيدة امتدحه بها
فكم ليلة نام عني الرقيب |
|
ونبهني القمر المرتقب |
جمعت بها بين ماء الغمام |
|
وماء الرضاب وماء العنب |
كجود المظفر سيف الامام |
|
وعدته المصطفى المنتجب (١) |
ولما توجه عقيب ذلك إلى حلب ، ونزل عليها ظفر بشبل الدولة نصر ابن صالح (٢) ، وكان قد انهزم ولحقه رجل فرماه بخشت في كتفه فأنفذه ، ووقع عن فرسه ، ومر به أحد الأتراك فقطع رأسه وسلمه إلى رافع ، وأنفذ من يسلم جثته إلى حماة ، فصلبت على الحصن وأمر أمير الجيوش بعد ذاك بإنفاذ ثياب وطيب وتكفين الجثة في تابوت ، ودفنها في المسجد ، وبقيت فيه إلى سنة تسع وثلاثين وأربعمائة ونقلها مقلد بن كامل (٣) لما ملك حماة إلى قلعة حلب ، وأنفذ الرأس والتركي والبدوي مع الشريف الزيدي إلى الحضرة ، في نصف شعبان سنة تسع وعشرين وأربعمائة ، وعاد أمير الجيوش إلى دمشق ، ونزل في القصر ، وأقام فيها ما أقام ، وسار منها إلى حلب ونزل على السعدي (٤) وفتحت له أبواب
__________________
(١) ديوانه : ١ / ٦٦ مع بعض الخلاف
(٢) حدثت المعركة بين نصر بن صالح والدزبري على مقربة من حماة سنة ٤٢٨ ه / ١٠٣٨ م. انظر امارة حلب : ١٢٣ ـ ١٢٥.
(٣) من أولاد عم نصر بن صالح شغل أكثر من وظيفة هامة أيام الدولة المرداسية. انظر امارة حلب : ١١٠ ، ١١٢ ، ١٣٢ ، ١٤٤.
(٤) في مراة الزمان [حوادث سنة ٤٢٩ ه] : وسار الدزبري ، فنزل على جبل جوشن ظاهر حلب ، وأغلق أهل حلب أبوابها وقاتلوه ، فاستمالهم وأمنهم ، ففتحوا له الأبواب فدخلها ، وكان في القلعة المقلد بن كامل ابن عم شبل الدولة ، فتراسلا واستقر الأمر على أن المقلد يأخذ من القلعة ثمانين ألف دينار وثيابا وأواني ذهب وفضة ويسلمها إلى الدزبري ، وكانت خديعة ، فأجاب الدزبري ، فأخذ جميع ما كان في القلعة من الأموال والذخائر والجواهر ، وما ترك إلا ما ثقل حمله ، ونزل ومضى إلى حلته ، وحصل جمهور ما كان في القلعة ، وأخذه عز الدولة ثمال بن صالح أخو نصر ، وكان قد انهزم إلى القلعة يوم الوقعة ، وأراد أن يعصي فلم يتفق ، فأخذ خمسين ألف دينار ، وانصرف ، وبلغ الوزير بمصر ، فعز عليه ذلك ، مضاف إلى سوء رأي الدزبري ، فكانت ولاية شبل الدولة على حلب تسع سنين.