وينال الطويل ، وخمسمائة فارس من الغلمان ، ووقعت الحرب بينهم وبين الحسن إلى وقت الظهر ، وحمل الغلمان عليه ، فانهزم ، وزحفت العامة إلى داره فنهبوها ، وفتحوا خزائنه ، وتفرقوا ما فيها ، والتجأ الحسن إلى بعض العامة فاستتر عنده ، وتفرق جميع من كان معه ، وفتح برجوان باب القصر ، وأجلس الحاكم وأوصل إليه الناس ، وأخذ له بيعة مجددة على الجند ، فما اختلف عليه أحد وكتب الأمانات لوجوه كتامة وقواد الدولة ، وراسلهم بما تطيب به نفوسهم من إقامة عذرهم فيما كان منهم ، فحضرت الجماعة وأعطت أيمانها على السمع والطاعة ، فاستقام الأمر لبرجوان ، وكتب الكتب إلى أشراف دمشق ووجوه أهلها ، يأمرهم بتطييب نفوسهم ، ويبعثهم على القيام على القائد أبي تميم سلمان بن جعفر بن فلاح والإيقاع به ، وكتب إلى مشارقة الأجناد بالاجتماع معهم على المذكور والإعانة لهم عليه.