العواز (١) ، واعترف له ابن كثير (٢) بقلة الجمع ، وقال الفخر (٣) لمعقوله : ما أنت وأدلة السمع ، واكتسب عنه ابن مالك (٤) الملكة العربية ، وأقر ابن عصفور (٥) بأنه ليست له حوصلة على هذه الفنون الأدبية ، وأضحى مذهب الشافعية منصورا ، وأمسى خبر مذهب النعمان عليه مقصورا ، من أذعن لكثرة بحثه النادر شاه العجم ، فظل طرفه ساهيا ولسانه قد انعجم ، فسعى بالصلح بين الدولتين فحاز الفخار ، (١٤٠ ب) والنجح في النشأتين ، وحمل الشيعة على الإقرار بخلافة الصديق ، وأنه الأفضل الأحق على التحقيق ، نسأل الله أن يبقيه على رؤسنا تاجا ، ويديمه لنفوسنا طريقا إلى الخير ومنهاجا.
أعيذك بالمعوذتين أنّي |
|
أخاف عليك من نظر الحسود |
وبعد ، فالمملوك يقبّل أرضا ترافعت على الفرقدين والسماك ، أرضا تقاعست دونها الأفلاك ، أرضا أضحت حلبة الأدب ، ألا وهي أرض المحروسة حلب ، أرضا تقبلها شفاه الأفاضل ، ويقصد سوحها كل فاضل ، أرضا تناخ بها يعملات (٦) الرجا ، وتحط بها رحال من
__________________
(١) ثمة غير عالم بهذا الاسم ، أهمهم : يحيى بن معين الغطفاني المري البغدادي ، المتوفى سنة ٢٣٣ ه / ٨٤٨ م ، وكان مؤرخا له (التاريخ والعلل) و (معرفة الرجال) ، وعمر بن بدر بن سعيد الموصلي ، ابن معين ، المتوفّي سنة ٦٢٢ ه / ١٢٢٥ م ، وله مؤلفات كثيرة ، من أهمها (المغني عن الحفظ والكتاب) و (الانتصار والتراجيح للمذهب الصحيح) ولا ندري أيهما أراد.
(٢) يريد إسماعيل بن عمر بن كثير ، عماد الدين ، المتوفّي سنة ٧٧٤ ه / ١٣٧١ م ، أحد كبار علماء التفسير والعربية والتاريخ ، من آثاره (التفسير) و (البداية والنهاية) في التاريخ.
(٣) يريد فخر الدين الرازي ، المتوفّي سنة ٦٠٦ ه / ١٢١٠ ، إمام مفسر ، له التفسير المشهور ، و (معالم أصول الدين) و (شرح الإشارات) وغير ذلك.
(٤) يريد محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الأندلسي ، المتوفى سنة ٦٢٧ ه / ١٢٧٤ م ، من كبار علماء العربية والحديث ، من مؤلفاته (تسهيل الفوائد) في النحو ، ومختصر الشاطبية في القراءات.
(٥) يريد علي بن مؤمن بن محمد الحضرمي الأشبيلي ، المتوفى سنة ٦٦٣ ه / ١٢٦٥ م ، من كبار علماء النحو والصرف له ، (شرح الجمل للزجاجي) و (شرح المقدمة الجزولية) و (الممتع في التصريف) وغيرها.
(٦) اليعمل هو الجمل والناقة المطبوعان على العمل.